محمود الجندي
الأحكام المبكرة .. خطيئة كبرى
لم أكن أتوقع أن يبدأ الهجوم مبكراً.. كما لم أكن أتوقع أن يأتي الهجوم من أشخاص هم أنفسهم كانوا ضحايا لـ"منتحل الصفة" غير المأسوف على رحيله، والذي غادر وزارة الإسكان في جنح الظلام وهو يجر أذيال الخيبة.
هالني ما قرأت من هجوم مبطن من أحد الأسماء المعروفة في وزارة الإسكان، بل واعتبرته حكماً متعجلاً على تجربة الدكتور وليد عباس المشرف على قطاع مكتب الوزير، وحزنت كثيراً لما كتب عنه مبكراً..
فمن حق كل شخص أن يعبر عن رأيه شريطة أن يدرك جيداً موضع قدمه، وأرى واجباً على كل انسان أن يخوض حرباً دفاعا عن رأيه وعن الصالح العام، لكن لا يجب عليه أن يخوض حربا بـ"الوكالة" يستفيد منها أخرون، وهي الأقاويل التي تم تداولها داخل أرجاء الوزارة وأتمنى أن تكون غير صحيحة.
أنا أيضاً مع حق كل مسؤول في أن يختار من يعاونونه في تجربته التي سيحاسب عليها فهذه هي القاعدة المستقرة، لكن عند لحظة انحراف المسؤول بالسلطة يجب أن نتوقف ونهاجم ونصرخ بأعلى صوتنا لتصحيح المسار، وهو مالم يتحقق في حالة الدكتور وليد عباس حتى الآن، وإن كان قد تحقق كشمس ساطعة في عهد المستبعد محمد عصام الدين رمضان ولم يعترض عليه أحداً، بل احترف المخلوع من منصبه التنكيل بكثيرين ولم يجرؤ أحدهم على مهاجمته صراحة أو تقييم تجربته التي لا نتمنى تكرارها أبداً.
أحد الذي طالتهم الاتهامات بالتحريض على هذا الهجوم، أظنه و"بعض الظن إثم" انه قد أكتفى من المناصب والمواقع القيادية ولم يعد في حاجة لمزيد من النفوذ فكما يقولون "جاب السقف" وعليه أن يخطط لما بعد الخروج من المناصب الرسمية لا أن يدير معارك على منصب جديد، فموقع المشرف على قطاع مكتب الوزير عادة ما يديره مهندس تخطيط، يستثني من ذلك "سنوات الضياع" التي شهدت صعود شخص لم يكن جديراً بهذا المنصب أو غيره من المناصب على الإطلاق.
اختلفت كثيراً مع الدكتور وليد عباس في العديد من الملفات، لكن ظل الاحترام قائماً ولغة التفاهم والنقاش متوافرة وهي أفضل أرضية مشتركة بين الناس بعضهم البعض مادام الجميع هدفه الصالح العام.
الحكم مبكراً على أي تجربة هو عين الخطأ، كما أن العبرة بحسن سير العمل في الوزارة والهيئة يتأتى بالمتابعة والرصد المستمر ثم التقييم النهائي لتجربة من يتولى هذا المنصب أو ذاك، أما الهجوم من أجل الهجوم فهو يبعث برسائل غير جيدة.