المجالس العربية.. أساس التراث العربي
لطالما كان استقبال الضيوف وإكرامهم من أهم ما يشغل تفكير العرب علي مر العصور؛ فهم يتمتعون بكرم الضيافة ويقدرون أهمية الترحيب بالضيوف؛ فقد حث جميع الأنبياء علي إكرام الضيف، حيث قال أبو هريرة عن الرسول (صلى الله عليه وسلم) أنه قال " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه".
ومن هنا ظهرت الحاجة لتخصيص مكان مميز ومريح للضيوف يشعرهم بالرحابة ، فظهرت المجالس العربية وتطورت بشكل كبير إلى أن وصلت للأشكال التي نراها في الوقت الراهن ، ومنها الركنة التي انتشرت بشكل واسع في معظم البيوت العربية بألوانها وأشكالها المتعددة ، وأيضاً الوسائد الواسعة المريحة التي توضع على الأرض مباشرةً أو حتي الأرائك والكراسي العادية.
غير أن المجالس العربية لا يقتصر وجودها على المنازل، بل تعتمد عليها أيضاً حلقات الدروس الدينية في الجوامع وغيرها، حيث اتسامها بالتواضع وسهولة التحريك، كما أنها الأثاث الرسمي لبيوت الشعر والمجالس البدوية والمجالس الرسمية للبلاد العربية؛ فهي أساس التراث العربي .
وحينما نقوم باختيار تصميم المجالس العربية فلابد أن نأخذ في الإعتبار احتياجها لديكورات خاصة والتي تغلب الألوان النارية والتطعيمات الذهبية عليها، كما أن وجود النقوش الإسلامية واللوحات القرآنية يعد شيئاً أساسياً لديكورات المكان، وكما يجب مراعاة تناسق المفروشات و الستائر مع الديكور والتي يجب أن تكون علي قدرٍ عالٍ من الرقي مع اختيار أنواع مميزة الأقمشة مثل القطيفة والستان الحريري، واختيار الإضاءة الفاخرة واستخدام الثريات يضفي مزيداً من الرقي والفخامة للديكور، وأيضاً يلعب اختيار المنضدة دوراً أساسياً في الاختيار ، حيث يجب أن تناسب ارتفاع المجلس؛ فلا تكون مرتفعة بالقدر الذي يبعدها عن اليد أو قصيرة تحتاج إلى الإنحناء.
ومن أهم ما يجب أخذه في الاعتبار عند اختيار المجلس وتصميمه هو تقدير المساحات ، فيجب ترك مسافات مناسبة للمرور ، حيث أن التصاق الوسائد ببعضها يشعر الجالسين بالتقيد وعدم الراحة ، ويجب أيضاً الاهتمام باتساع باب المجلس لإعطاء الشعور بالترحاب.
وأخيراً فإن المجالس النسائية تختلف عن مجالس الرجال ، فهي أصغر في المساحة وتتميز بالرقة والأناقة والبساطة ، كما تطغى عليها اللمسات العصرية والتي تظهر في اختيار الألوان وتصميم الأثاث والديكورات.