أزمة شركة إعمار مصر
هل باعت «إعمار مصر» فيلات بـ 7 مليار جنيه خلال ساعات؟.. الحقيقة الكاملة
أعلنت شركة إعمار مصر المملوكة لشركة إعمار الإماراتية برئاسة محمد العبار رجل الأعمال الإماراتي، عن إطلاق أحدث مشروعات شركة إعمار مصر في الساحل الشمالي بمصر باستثمارات تصل إلى 3 مليارات دولار، وهى عقارات SOUL التابعة لشركة إعمار مصر.
وتعد تلك العقارات هى امتداد لمشروع مراسي التابع لشركة إعمار مصر في الساحل الشمالي أيضًا، إذ تهدف شركة إعمار مصر إلى توسيع حجم استثماراتها في تلك المنطقة التي تحظى بالإقبال عليها، ومن ثم تسعى شركة إعمار مصر إلى تلبية احتياجات العملاء من حيث التصاميم المبتكرة والتكامل في الخدمات.
وأتاحت شركة إعمار مصر لعملائها بعض التسهيلات للسداد بالوحدات الجديدة، بينها دفع مقدم 10% وتقسيط باقي سعر الفيلا على عدة سنوات، وهو ما دفع الكثيرين إلى الشراء خاصة وسط التهديدات الاقتصادية العالمية وحالة التضخم التي يعاني منها العالم.
ووفقًا لما قاله العبار مالك شركة إعمار مصر، فإنه بطرح عقارات SOUL يصل إجمالي استثمارات شركة إعمار في مصر ما يقارب الـ 250 مليار جنيه، كما أعرب صاحب شركة إعمار مصر عن سعادته بإطلاق مشروعات في مصر، وأنه يسعى إلى مزيد من التوسعات في جميع المجالات خاصة الفنادق والمراكز التجارية.
عقارات SOUL لشركة إعمار مصر
وفيما يلي أبرز المعلومات عن عقارات SOUL التابعة لشركة إعمار مصر بالساحل الشمالي:
يقام مشروع SOUL على بعد 40 كم من مشروع مراسي بالساحل الشمالي.
يمتد المشروع على مساحة 580 فدانًا وبعمق 2 كم في شاطئ رملي.
تشترك شركة إيجل هيلز مصر لإدارة المشروعات والاستثمار مع شركة إعمار مصر لإدارة مشروع SOUL وتطويره.
المشروع عبارة عن شاليهات تتراوح أحجامها بين 96 مترا مربعا و125 مترا مربعا، وتتكون من غرفتين أو ثلاث غرف نوم.
تبدأ مساحات التوين هاوس من 165 مترا مربعا، والفيلات المستقلة تبدأ من 260 مترا وحتى 950 مترا.
وفقًا للأسعار المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية، فإن أسعار وحدات سول تتراوح بين 20 مليون جنيه، و100 مليون جنيه.
يتكون إجمالي المشروع من 2500 وحدة سكنية وتجارية وسياحة، وبلغت الوحدات المطروحة 300 وحدة فقط ويقال أنها بيعت بالكامل خلال 6 ساعات.
تسويق شركة إعمار مصر لمشروعاتها
وبدأت حالات الجدل التي تتسبب بها شركة إعمار مصر الإماراتية تتزايد، إذ لم تتجاوز شركة إعمار مصر بعد أزمة شاطئ سيدي عبد الرحمن الناتجة عن التوسعات في مراسي وإنشاء مرسى اليخوت، وصدور قرار من قبل وزارة البية بوقف أعمال التوسعات، حتى عاودت شركة إعمار مصر في أقل من شهر بواقعة جديدة مثيرة للجدل، وهى أنباء بيع 300 وحدة بأسعار ضخمة خلال 6 ساعات فقط، وانتشار صور جموع المواطنين المتزاحمة على الشراء، فهل تتخذ شركة إعمار مصر وسيلة إثارة الجدل لإثراء أسهم شركة إعمار مصر، وجذب الإنتباه إلى استثماراتها؟!.
فليست هذه هى الواقعة الأولى، إذ أجرت شركة إعمار مصر ترويج لها في أغسطس 2019 بالاعتماد على مجموعة من الشباب المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي "انفلونسرز" في منطقة الخليج العربي، ويحظى كل منهم بما لا يقل عن 10 مليون متابع.
وقامت شركة إعمار مصر بدعوة تلك الشباب لقضاء عدة أيام في منتجع مراسي بالساحل الشمالي، والقيام بعدد من الأنشطة على الشاطئ وداخل فندق العلمين بمنتج مراسي، وخلال الرحلة قام الشباب بتصوير مقاطع فيديو ولقطات مختلفة، ومن ثم انهالت التعليقات من متابعي الشباب بمدح المناظر الخلابة لشواطئ الساحل الشمالي، وهو ما يدعم ترويج شركة إعمار مصر لنفسها من خلال إحداث حالة من الضجة.
ردود الأفعال على مشروعات شركة إعمار مصر
وخلال الساعات الماضية انتشرت أنباء تفيد بأن شركة إعمار مصر انتهت من بيع مرحلة جديدة من مشروعها بالساحل الشمالي "سول"، في أول يوم من طرح الحجز، إذ تم طرح 300 وحدة متنوعة بين شقق مصيفية وفيلات.
وتعرضت شركة إعمار مصر لحالة كبيرة من الجدل حول أسعارالوحدات بمشروع سول، خاصًة مع تداول أنباء نجاح شركة إعمار مصر في بيع كافة الوحدات المطروحة في الساعات الأولى لفتح الحجز في ظل وصول أسعار الفيلات إلى ما يزيد عن 100 مليون جنيه حسب ردود أفعال الجمهور.
وجاءت بعض التعليقات الساخرة من المبالغة الكبيرة في الأسعار ووجود جموع من المواطنين التي تتزاحم على الشراء، قائلة: «إعلان مهم لجموع المصريين.. يا تلحق يا متلحقش؟؟!»، وبينها:
والبعض الأخر انتقد تلك المبالغة في أسعار الوحدات في ظل معاناة فئة كبيرة من المواطنين مثل ما جاء في أحد التعليقات على الفيسبوك: «تقريبا ما بيشوفوش الناس اللى بيناموا تحت الكباري وفي الشوارع أو حتى الناس اللي عايشين في بيوت عادي، ومش معاهم حتى يدفعوا إيصال الكهرباء، ولا الغاز بل يمكن مش لاقيين ياكلوا»، وإليكم التعليق الكامل:
والبعض الآخر شكك في مصداقية تلك المبيعات لشركة إعمار مصر، فليس من المنطق أن تتمكن شركة من بيع كافة الوحدات المطروحة في بضع ساعات، وقال أحد المعلقين على الفيسبوك: «شركة إعمار بيبعتوا ناس تشتري وتدفع قدام الحضور وتتصور وتيم السيلز يعلن عن بيع الوحدة رقم كذا بصوت عالي ودا بيحفز الموجودين كلهم للشراء فوراً»، وإليكم التعليقات:
في حين أيد البعض الآخر المشروعات التي تطلقها شركة إعمار مصر وقدرتها على التسويق لنفسها جيدًا، فقال أحد المعلقين على فيسبوك: «اللي بيشتروا من إعمار مصر مش مغفلين ولا هما أثرياء ثراء فاحش، واللي بيكملوا كملاك عدد قليل جداً، لكن الصور اللي حضرتك شايفها فيها عدد كبير جداً من العملاء اللي بيشتروا مع مستثمر ناجح وعارفيين إن القيمة اللي بيدفعوها النهاردة هاتتضاعف مع مرور الوقت، بل إن قيمة الوحدة امبارح تضاعفت مع انتشار الصور وبدء الإعلان الرسمي عن المشروع».
حجم حجوزات وتعاقدات شركة إعمار مصر
ولم تعلن شركة إعمار مصر رسميا عن حجم التعاقدات التي تمت منذ طرح مشروع "سول" للحجز الخميس الماضي، فيما أشارت تقارير إعلامية إلى أن شركة إعمار مصر انتهت من بيع كامل الوحدات بالمشروع والمقدر عددها 300 وحدة متنوعة ما بين شقق مصيفية وفيلات وتوين هاوس، حيث قال محمد العبار مؤسس “إعمار العقارية”، في تصريحات إعلامية له أن المبيعات المتوقعة للمشروع تعتمد على السوق في المرحلة الحالية، لكن الأرقام مبشرة وتدل على ثقة العملاء في المشروعات التي تقدمها شركة إعمار مصر العقارية.
وأكد العبار أن الشركة تتوسع في الساحل الشمالي في ظل تميز النشاط السياحي في المنطقة وحاجتها للتطوير بما يتماشى مع سياسات الحكومة المصرية في تطوير البنية التحتية لها خلال الفترة الحالية، موضحا أنه يتطلع لمزيد من المشروعات في مصر في كافة المجالات خاصة الفنادق والمراكز التجارية.
ويعد عدد الوحدات المطروحة للحجز 300 وحدة فقط من أصل نحو 2500 وحدة سكنية وتجارية وسياحية يضمها المشروع كاملا، ومن المرتقب أن يتم تسليم أول مراحل المشروع خلال عامين، فيما رأى مراقبون أن الهدف من طرح هذا العدد فقط هو رغبة في صنع حالة من الطلب على الوحدات في المشروع الجديد بطرح عدد وحدات قليلة وخلق حالة من الجدل والطلب عليها تسويقا لبقية الوحدات المرتقبة في المشروع.
وبلغ إجمالي المبيعات التعاقدية لحجز الـ300 وحدة في المشروع بقيمة 7 مليارات جنيها، لكن هذا لا يعني أن هذا هو رقم المبيعات الفعلية التي حصلتها الشركة خلال الأيام القلية الماضية، لأن مقدام حجز الوحدة بقيمة 10% فقط من إجمالي سعرها، وهو ما يدفع العميل في بداية الحجز، أما سداد بقية ثمن الوحدة يكون على أقسام أو مراحل حتى انتهاء التسليم والمتوقع أن يكون خلال عامين كما حددت الشركة.
مصر سوق جاذبة
وفي هذا السياق، أكد المهندس عبدالمجيد جادو، الخبير العقاري، أن مصر دولة بها تنوع في المنتج العقاري بحكم استقرارها وعلاج بعض السلبيات في ملف الاستثمار ووجود الفرص الجاذبة للمسثتمرين، وكذلك بحكم موقعها الجغرافي وثقلها السياسي فهى عنصر جذب للاستثمار، موضحا أن هناك مهتمين بالسوق العقاري المصري عربيا وأجنبيا ومحليا، وإقبال على الاستثمار فيه وبالتالي فبيع شركة إعمار مصر لهذا العدد من الوحدات ليس مؤشرا أو أمر غريبا.
وأوضح في تصريحات خاصة لـ "إسكان مصر"، أن حجم الـ300 وحدة مهما كان الوقت المستغرق لحجزهم والتعاقد عليهم ليست بالأمر الغريب في ظل العوامل السابقة الجاذبة لأي مستثمر في العقارات في مصر، موضحا أنه من الوارد أيضا أن تكون شركة إعمار مصرعملت على تضخيم أعداد الحجوزات وقتها بهدف التسويق أيضا، وتقييم الأمر يتطلب النظر إلى أي شريحة تخاطبها شركة إعمار مصر والمواصفات المطروحة في الوحدات، وشركة إعمار مصر لها رصيد جيد في السوق العقاري المصري بعيدا عن أزمة مراسي الأخيرة.
وأضاف جادو أن السوق المصري جاذب بسبب التنوع الذي يشهده السوق العقاري سواء السكني أو التجاري أو الإداري أو الصناعي أو السياحي، كل هذا يجذب المستثمرين، مشيرا إلى أنه عند حدوث انفراجة في الأزمة الروسية الأوكرانية وعودة الأمور إلى نصابها ستكمل مصر مسيرتها في ظل أن موقعها محوري، وكل شخص يرغب في الاستثمار العقاري سيجد السوق المصري جاذبا له.
وأكد أن بيع أو حجز عدد 300 وحدة ليست بالعدد الكبير في سوق بهذه الكيفية والتنوع، لكن يمكن أن يكون وراء الأمر عوامل تسويقية لإعطاء رسالة إيجابية أن المنتج المطروح مرغوب وبالتالي جذب عملاء أكثر، مضيفا أن السوق العقاري المصري كبير وتفوق على السوق الإماراتي وخاصة بعد التراجع الذي حدث في السنوات الأخيرة الماضية فجأة فأصبح البديل الآن هو السوق المصري لأسباب كثيرة.
وأشار الخبير العقاري إلى أن مصر تمتلك أماكن واعدة للاستثمار منها محور قناة السويس كإقليم واعد وجاذب للاستثمار فيه والعاصمة الإدارية الجديدة وقربها من ذلك الإقليم أيضا عامل جذب، وكذلك النهضة في الشرايين في مناطق البحر الأحمر والساحل الشمالي أو غيرهما من المناطق من الطرق ووسائل الانتقال تجعل السوق المصري واعدا ومرغوب في الاستثمار.
وأوضح أن هناك فارق بين حجز الوحدة وبيعها فعليا، لأن الحجز يمكن التراجع فيه حتى وإن وضعت لشركة إعمار مصر بعض الشروط الجزائية وربما يكون الحجز بأرقام بسيطة أقل بكثير من البيع الفعلي، مشددا على أن شركة إعمار مصر تقوم بدراسات بالفرص المتوافرة في السوق ومدى جاذبيته وصلاحيته للاستثمار، وبالتالي فهي تدرك أهمية مصر والتنوع فيها وجاذبيتها للاستثمار، ومن ثم فإن حجز الوحدات وعددها ليس غريبا.
أزمات شركة إعمار مصر
جدير بالذكر أن شركة إعمار مصر أثارت الجدل في العديد من الوقائع، أبرزها:
أثارت شركة إعمار مصر حالة من الجدل عندما أقر مجلس الوزراء فى يوليو 2019 بتسوية النزاع القائم بين «إعمار مصر» وشركة «النصر للإسكان والتعمير» نتيجة عدم التزام شركة «إعمار» بتنفيذ مشروع Uptown Cairo فى موعده المحدد وفقاً للعقد الموقع بينهما عام 2005.
وبإبرام تسوية النزاع بين الشركتين تتنازل شركتا «النصر للإسكان» و«إعمار مصر» عن قضايا التحكيم المرفوعة من قبلهما على أن تسدد «إعمار مصر» غرامة مالية قدرها 100 مليون جنيه لشركة «النصر» وتستكمل مشروع Uptown Cairo.
كما دخلت لشركة إعمار مصر فى نزاع قانونى بمشروع مراسى بالساحل الشمالى بسبب ملكية أحد رجال اﻷعمال لقطعة أرض داخل المشروع بمساحة 400 فدانا وأجلت محكمة جنوب القاهرة القضية لشهر نوفمبر 2019 للبت فيها.
أزمة خليج سيدي عبد الرحمن لشركة إعمار مصر
وفيما يتعلق بواقعة شاطئ سيدي عبد الرحمن، والذي كان أحد أجمل الشواطئ في العالم، وتحده من الشمال الغربي رأس ممتدة بالبحر المتوسط تسمى "رأس جبيس"، والتي تكونت عبر مئات السنين من كثبان رملية تتجمع عليها الرمال الناعمة القادمة من البحر إلى خليج سيدي عبد الرحمن، لكي تترسب على الشاطئ؛ مما يساهم في تجديد الرمال المتواجدة بالشواطئ الشرقية بفعل حركة الرياح.
وذلك حتى بدأت عمليات التنمية في مجتمع مراسي وطالت رأس جبيس، المصدر الأساسي لتجديد الرمال في الخليج؛ مما أسفر عن انخفاض كمية الرمال نتيجة لنحر الشاطئ، وزاد الأمر سوءًا عندما قررت قرية مراسي إنشاء مرسى لليخوت،الذي يُقال إنه مخالف لتراخيص المشروع الأصلية وخير دليل على ذلك ما أحدثه من دمار بالشاطئ، إذ تطلب نحر بحرم البحر متسببًا في كارثة بحرية بسيدي عبد الرحمن، والقرى المجاورة مثل الدبلوماسيين.
وتعود تلك المشروعات في القرية لشركة إعمار مصر المملوكة لشركة إعمار الإماراتية، والتي حاولت إخفاء ما أفسدته في الشاطئ، إلا أن محاولاتها باءت بالفشل، وتداولت الأقاويل حول أن السبب في دمار شاطئ سيدي عبد الرحمن يرجع إلى عوامل بيئية والتغيير المناخي، وهو ما ينافي المنطق.