محمود الجندي
ياحظر تجوال .. يا تضربونا بالنار
بالاستخفاف واللامبالاة لا يزال الكثيرون يتعاملون مع أزمة انتشار فيروس كورونا، ورغم عشرات التحذيرات الرسمية بضرورة البقاء في المنازل، إلا أن حالة الدجل الشعبية لا تزال هي المسيطرة، وخلال 24 ساعة كنا أمام مطالبات واسعة من بعض المواطنين بضرورة فرض حظر التجوال في الدولة بالكامل.
الوضع خطير .. وخفة دم المصريين ليس هذا وقتها وتعامل الحكومة حتى الآن جيد لكنه لم يرقى إلى مستوى التعامل الممتاز، فهناك قنابل موقوته لا تزال تهدد الجميع على رأسها مترو الأنفاق والقطارات ووسائل النقل العام، كل هذة الملفات تحتاج إلى الحسم السريع قبل إطلاق الحوافز الاقتصادية وغيرها من الاجراءات التي تعلنها الحكومة بشكل متتابع.
حالة الهرج في الشارع تدفعنا دفعاً نحو المطالبة بحظر التجوال، وحالة الإهمال الصحي بشكل عام وضعف قطاع الرعاية الطبية في مصر ينذران بكارثة في حال تفشت العدوى ما يتطلب أن تكون خطوات الحكومة أسرع وأكثر صرامة.
التجارب من حولنا وفي دول عديدة أقوى منا اقتصاديا وطبياً ولديها الإمكانيات الكافية ورغم ذلك سقطت في اختبار كورونا وتفشت فيها المرض، فما بالك بدولة تنتشر فيها الأسواق العشوائية من سوق الأحد إلى الثلاثاء إلى سوق الخميس والجمعة والسيارات والسيراميك، وجميعها أسواق تشهد تجمع مئات البشر دون حد أدنى من الاحتياط والحذر.
الحقيقة المطالبة بحظر التجوال تأخرت كثيرا والاستجابة من الحكومة لا تزال متأخرة أيضاً والأمور دخلت مرحلة الخطر، ولم يعد لدينا بديل أو رهان على وعي المواطن بضرورة التزامه في منزله، فليس أمام الحكومة إلا إعلان حظر التجول أو ضربنا بالنار لوقف انتشار كورونا.