ظهر لأول مرة في 1993.. ولا ينتقل من شخص لآخر
بعد ظهوره في الصين.. هل يشكل " فيروس هانتا " خطرًا مثل كورونا؟
كتبت – إنجي عبد الوهاب
حالة من الذعر يشهدها العالم منذ تفشي فيروس كورونا، الذي ظهر مؤخرًا في مدينة ووهان الصينية لينتقل منها إلى معظم بلدان العالم، حاصدًا مايزيد على 400 ألف إصابة حتى اللحظة، كما لم يتوقف انتشاره عند ذلك الحد، الأمر الذي جعل الصين تشكل هاجساً يؤرق الأنظمة الصحية حول العالم، ولكن هناك ثمة شبح جديد يطل برأسه ليهدد الصين التي أعلنت تغلبها تماما على كوفيد 19، بعدما أظهر اختبار طبي إصابة صيني بفيروس رئوي قاتل جديد يدعى" هانتا فيروس" ووفاته على إثره.
تصدر فيروس هانتا ، اليوم، مواقع التواصل الإجتماعي حول العالم، مثيراً موجة من الهلع والذعر بين مستخدمي تلك المواقع، الذين تسائلوا عبر تغريداتهم، حول ماهية الفيروس وعلاقته بكوفيد 19 "كورونا" وهل يشكل خطرًا عالمياً جديداً.
فبحسب ما نقلته صحيفة جلوبال تايمز الصينية، فإن رجلأ من مقاطعة يوننان، توفي مساء الإثنين أثناء عودته من العمل ، جراء إصابته بفيروس هانتا الرئوي القاتل، وعلى إثر ذلك، أجري اختباراً لـ 32 شخصاً آخر في حافلة كان الرجل المصاب على متنها لمعرفة ما إذا كانت العدوى انتقلت إلى أحدهم، وفي هذا التقرير تستعرض "إسكان مصر" ماهية الفيروس، وأعراضه، وحقيقة كونه خطراً عالمياً مثل كورونا من عدمه.
ما هو "هانت" فيروس وهل توجد علاقة بينه وبين كوفيد 19؟
وفقًا لمركز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الصين، فإن متلازمة هانتا الرئوية القاتلة ، تسببها بعض فصائل عائلة الفيروسات التي تنتشر بشكل رئيسي بين القوارض، وهي بالأساس متلازمة رئوية قاتلة حيوانية المنشأ لكنها قد تنتشر بين البشر عن طريق استنشاق هواء محمل بالفيروس عبر مخالطة القوارض، وفيما تتشابه بعض أعراضه مع أعراض كوفيد19 حيث الإصابة بالحمى وارتفاع درجة حرارة الجسم وصولًا إلى مداهمة الرئتين إلا أنه لا يمكن أن ينتقل من شخص لآخر .
هل يشكل خطراً؟
حالة الذعر التي سببها كورونا الذي حقق ما يزيد على 400 ألف إصابة حول العالم في أقل من شهرين، حاصدًا أرواح 18 ألف شخصاً حتى هذه اللحظة، جعلت فيروس "هانتا" محل تساؤلًات جادة حول مدى خطورته وهل يحقق انتشارا واسعًا مثل كورونا أم أنه سيظل قاصراً على القوارض والبشر المتواجدين في محيطهم فحسب.
ووفقُا للدكتور، إسلام حسين، عالم الفيروسات الجزيئية والحاصل على درجة الدكتوراة من جامعة كامبردج البريطانية، تنتقل عدوى فيروس هانتا للبشر فقط في حال حدث تلامس بين الإنسان والقوارض الحاملة له، أو باستنشاق هواء محمل بالفيروس، إذ تنتقل عدوى هانتا في حال لمس الشخص عينيه أو أنفه أو فمه بعد لمس روث وبول القوارض أو اقترابه من الجحور التي يعيشون بداخلها لكنها لا تنتقل من شخص إلى آخرـ لذا فإنه لم ولن يشكل تلك اللخطورة التي يشكلها كوفيد19 ، كما أن الفيروس ليس بجديد بل متواجد في بلدان عدة.
ماهي أعراض هانتا؟
تتطور أعراض متلازمة هانتا عبر مرحلتين متميزتين، إذ يعاني المصاب به في المرحلة الأولى، من حالة إعياء مشابهة للإنفلونزا وأعراضها والتي قد تشمل إصابة بالحمى والقشعريرة، ونوبات الصداع وأوجاع العضلات، والقيء، وألام في البطن، فيما تتطر المرحلة الثانية لتؤدي إلى السعال، والألم العضلي، وصولا لللخمول وضيق التنفس الذي قد بتفاقم لتصل إلى فشل حاد في الجهاز التنفسي، حسبما نقلت شبكة (سي إن بي سي) الأمريكية.
متى وأين ظهر هانتا ؟
جدير بالذكر، أن هانتا فيروس ليس مستجدًا، بل يمكن اعتباره عائداً من الخلف، إذ عرف العلماء متلازمة فيروس هانتا الرئوي لأول مرة في عام 1993 في منطقة الزوايا الأربع بجنوب غرب الولايات المتحدة عقب انتشاره بين الهنود الحمر، حيث أطلق عليه "مرض فور كورنرز".
كما تشيع متلازمة فيروس هانتا الرئوية أكثر في المناطق الريفية في غرب الولايات المتحدة خلال أشهر الربيع والصيف،و تحدث في أمريكا الجنوبية وكندا، وبعض بلدان القارة الآسيوية
وماهي سبل الوقاية من هانتا ؟
تزيد فرصة الإصابة بمتلازمة فيروس هانتا الرئوية فقط عند الأشخاص الذين يعملون أو يعيشون في الأماكن التي تعيش فيها القوارض، لذا فإن سبل الوقابة منه قاصرة على تجنب تلك الأماكن، كما أن عدوى هانتا تنتقل فقط من القوارض للأشخاص المخالطين لهم لكنها لا تنتقل بين شخص وآخر.