شركات مقاولات كبرى تعلق عملها في العاصمة الإدارية والمدن الجديدة لحين وضوح الرؤية
كورونا والقطاع العقاري.. تفاصيل الأزمة بين المقاولين والحكومة
الصعيد للمقاولات تؤكد ظهور حالات إصابة بكورونا في مواقع العمل
الحكومة تطالب بالعمل بـ"طاقة كاملة".. وقيود الحظر والبنوك وهلع العمال يعيقون التنفيذ
وزير الإسكان يجتمع بشركات المقاولات غداً لإبلاغهم بضرورة استمرار العمل
إسكان مصر – محمود الجندي
فيما دعت الحكومة المصرية ممثلة في رئاسة مجلس الوزراء، المواطنين للبقاء في منازلهم للحد من انتشار فيروس كورونا " كوفيد -19 " وإعلانها اتخاذ التدابير الاحترازية لمنع انتشار المرض وتقليل التجمعات في الأماكن العامة ومواقع العمل، بل وتقييد حظر التجول في الفترة من السابعة مساًء وحتى السادسة صباحاً ولمدة أسبوعين، وتخفيض أعداد الموظفين في الجهات والمصالح الحكومية وأجهزة المدن الجديدة لأقل حد ممكن.
فاجئ الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم الأربعاء، الشركات العاملة في قطاع التشييد والبناء " شركات المقاولات " بقراره العمل بكامل طاقة الشركات في المشروعات المسندة إليهم، رغم كثافة العمالة في هذا القطاع الحيوي والتزاحم الذي تقتضية طبيعة العمل، فضلا عن التجمع البشري الكبير في مواقع الانشاءات لعمالة قادمة من مختلف المحافظات، وفي ظل قرار حظر التجول والذي يحول دون سير العمل بمعدلات "الطاقة الكاملة"، فضلا عن قيود السحب والإيداع من البنوك والذي تعاني منه شركات المقاولات بشدة ويؤثر على التزاماتها مع العاملين والموردين.
رئيس الوزراء برر قراره المتعارض مع كافة الاجراءات الجيدة التي اتخذتها الحكومة للحد من انتشار فيروس كورونا، بأن قطاع التشييد والبناء من أهم القطاعات التي توفر فرص العمل، وتحقق أهداف التنمية المنشودة، وانه يرتبط بأكثر من 90 صناعة، وبالتالي فهو القطاع القادر على النهوض بالوطن، وتحريك عجلة الانتاج في هذه الفترة الصعبة على مستوى العالم. مطالبا شركات المقاولات باتخاذ إجراءاتها الاحترازية والوقائية لمجابهة فيروس كورونا، وأن تعمل بكامل طاقتها في كل المواقع.
رسالة "واتس آب" تربك أجهزة المدن
القرار الذى اتخذه مدبولي في اجتماع عقده مساء أمس الثلاثاء لمتابعة تنفيذ المشروعات في قطاع الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الجديدة، بحضور الدكتور عاصم الجزار، وزير الاسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والمهندس خالد عباس، نائب وزير الإسكان للمشروعات القومية. سبقته بساعات حالة من الارتباك والتخبط بين قيادات وزارة الإسكان وهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة بعدما أبدى الدكتور عاصم الجزار استيائه من تراجع نسب التنفيذ في مشروعات المدن الجديدة. وهو ما نشرته " إسكان مصر " أمس.
وقالت مصادر لبوابة " إسكان مصر" إن الوزير خاطب قيادات أجهزة المدن من خلال جروب "واتس آب" الخاص بقيادات وزارة الإسكان وهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، مؤكدا أن مصالح المواطنين تعطلت بسبب وقف العمل في أجهزة المدن الجديدة بسبب إجراءات التحوط من فيروس كورونا، فضلا عن ضعف نسب تنفيذ شركات المقاولات للمشروعات المسندة إليهم، وانه من غير المقبول حدوث ذلك.
حديث الجزار، آثار موجة من اللغط، حيث أنه يتعارض مع قرار رئيس مجلس الوزراء بتخفيض أعداد العاملين في الجهات الحكومية لأقل عدد ممكن، ومنع أي مظاهر للتزاحم أو التجمعات بين المتعاملين مع تلك الجهات ومن بينها أجهزة المدن الجديدة فضلا عن مواقع العمل والمشروعات الجاري تنفيذها، وسادت حالة من الارتباك بين قيادات أجهزة المدن ما بين تنفيذ قرار الدولة أم قرار الوزير.
من ناحية اخرى، يشار إلى أن تعليمات الوزير تثير عدة مخاوف أبرزها أن أغلب العمالة قادمة من محافظات مختلفة وأغلبها ليس متاحاً له حرية الحركة بسبب حظر التجوال، فضلا عن تقليل حدود السحب من البنوك للشركات ما يعني أن المقاول لن يتمكن من سداد مستحقات العمالة بنهاية كل أسبوع، فضلا عن حدوث اختلاط وتجمع بين العمال في مواقع العمل ما سيتسبب فى انتشار العدوى بكورونا.
الرسالة التي أرسلها الوزير للقيادات الأدنى، جاءت قبيل اجتماعه برئيس الحكومة، حيث عرض على مدبولي تفاصيل موقف شركات المقاولات والتي علق أغلبها العمل في عدة مشروعات أبرزها العاصمة الإدارية الجديدة بسبب المخاوف من انتشار الفيروس بين العمل، وصعوبة اتخاذ اجراءات حماية العاملين من هذا المرض في ظل طبيعة عمل مواقع الانشاءات والتزاحم الطبيعي بين العاملين، فضلا عن تغيب معظم قوة العمل في تلك الشركات عن الحضور للمواقع بسبب كورونا.
ووفقاً لمصادر خاصة، فإن اجتماع رئيس الوزراء بوزير الإسكان ونائبه للمشروعات القومية كان لمناقشة الاعتذارات التي تلقتها هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة من كبرى شركات المقاولات العاملة في مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، وإضطرارها إلى تعليق العمل لحين وضوح الرؤية فيما علق بعضهم توقفه عن العمل بالتزامه بتعليمات الحكومة، وجميعهم أكد انخفاض قوة العمل إلى 10% من القوة الطبيعية بسبب تغيب العمالة.
شركات المقاولات تعتذر
" إسكان مصر" حصلت على قائمة تضم أكثر من 10 شركات مقاولات كبرى خاطبت وزارة الإسكان بتعليقها العمل في المشروع القومي الهام نظراً للظروف القهرية التي يتعرض لها العالم بسبب وباء كورونا وخوفاً على قوتها البشرية، وضمت القائمة ( أوراسكوم للإنشاءات – حسن علام - المراسم الدولية – كونكورد للهندسة والمقاولات – الشركة الهندسية للإنشاء والتعمير " درة " – شركة الصعيد العامة للمقاولات – تحالف التنمية العمرانية +5 – شركة محمد عبد الوهاب للمقاولات – شركة الشروق للمقاولات – شركة أحمد عبد العظيم للمقاولات – تحالف أوراسكوم وأبناء حسن علام إيه إتش للانشاءات ".
من جانبها، بررت شركة “ درة “ تعليق العمل بالعاصمة الإدارية إلى رغبتها في الحفاظ على ثروتها البشرية من المهندسين والعمل، وأنها ملتزمة بسداد كامل الأجر للعاملين عن فترة التوقف.
شركة كونكورد للمقاولات والتي تنفذ مشروعات الإسكان بالعاصمة، كشفت عن تناقص حاد في عدد العمال انخفض في الأسبوع الأولى إلى 25% من القوة العاملة، ثم تراجع إلى 10% من القوة العاملة بالشركة مؤخراً، فيما كشفت شركة الصعيد العامة للمقاولات والتي تنفذ مشروعات عمارات الاستخدام المختلط عن حالة الذعر التي سادت بين العاملين بعد انتشار الفيروس، خاصة مع ظهور حالات في مواقع مجاورة لمواقع الشركة، فضلا عن تراجع قوة العمل إلى 15% من القوة الأساسية، وأنها اضطرت لتعليق العمل وصرف 50% من أجور عمال اليومية، فضلا عن تحملها خسائر مادية أخرى بسبب التوقف.
أما تحالف التنمية العمرانية +5 فأكد تلقيه خطابات من الشركات العاملة تحت إشرافه ومنها شركة أحمد عبد العظيم للمقاولات والتي تنفذ عمارات الاستخدام المختلط بالحي الثالث R3 – مشروع الواحة - بالتوقف بسبب حالة الخوف بين العمال من انتشار المرض، حيث أوقفت العمل تماما لحين وضوح الرؤية.
من جانبها، أعلنت شركة محمد عبد الوهاب للمقاولات ورصف الطرق، لتزامها بقرار مجلس الوزراء وتعليق العمل بالموقع، مؤكدة أن ذلك خارج عن إرادتها.
وفي السياق نفسه، أعلنت شركة المراسم الدولية تعليق العمل في مشروعاتها جزئياً وكذلك بالإدارة العامة للمشروعات، مع غلق مساكن العاملين في تلك المشروعات طوال فترة تعليق العمل ، وإيقاف وسائل نقل الموظفين والعمال منعاً للتجمعات ، وصرف نصف الأجور للعمال عن فترة التوقف.
شركة الشروق للمقاولات، والتي تنفذ عمارات سكنية بالحي الثالث في العاصمة الإدارية الجديدة أعلنت تقليل قوة العمل إلى 25% بدءاً من 15 مارس الماضي، في الوقت الذي أعلن تحالف أوراسكوم للانشاءات وأبناء حسن علام "إتش إيه للانشاءات " والذي ينفذ البنية التحتية الأساسية لمساحة 750 فداناً بمناطق الأسبقية الأولي بالعاصمة تعليقه العمل لكونه بيئة خصبة لانتشار الوباء في ظل عدم توافر الاجراءات الاحترازية للوقاية منه، فضلا عن نقل العمال بين المحافظات ما يشكل خطراً كبيرا، ويستمر التعليق لحين انتهاء الأزمة.
أما شركة حسن علام الأم والمسند لها تنفيذ خط الري المزدوج بالطريق الدائري الإقليمي ، فقررت تعليق العمل بسبب فرض حظر التجوال ما يعيق العمل بصورة طبيعية وتدفق مواد البناء اللازمة للعمل، فضلا عن التزاحم في مواقع العمل، والتزاما منها بقرارات الدولة في مواجهة فيروس كورونا .
من جانبها، قالت مني عبد المجيد المسؤول الإعلامي لجهاز العاصمة الإدارية الجديدة، لبوابة "إسكان مصر" إنه تم تطبيق قرار تخفيض عدد العمال في مواقع العمل بالمشروعات المختلفة، مشيرة إلى أن العمل بمنطقة الأبراج والتي تنفذها الشركة الصينية تسير بشكل طبيعي وسط اتخاذ التدابير الاحترازية لمنع انتشار المرض.
اجتماع عاجل
من جانبه دعا وزير الإسكان الدكتور عاصم الجزار كافة شركات المقاولات وتحديداً العاملة في العاصمة الإدارية الجديدة لاجتماع يعقد ظهر غداً الخميس لإبلاغهم بقرار رئيس الوزراء بضرورة استمرار العمل في المواقع بطاقتهم الكاملة منعاً لتأخر مواعيد التسليم، حيث ارتبطت الحكومة بنقل عدد من الوزرات إلى العاصمة بحلول 30 يونيو المقبل .
رئيس شركة العاصمة الإدارية
من جانبه، أكد اللواء أحمد زكي عابدين، رئيس شركة العاصمة الإدارية الجديدة، في تصريحات صحفية سابقة يوم 23 مارس الماضي، تقليص عدد العمالة في المواقع إلى النصف تقريبا بسبب فيروس كورونا، مؤكداً إنه لا يوجد مشروع واحد في العاصمة الإدارية الجديدة متوقف، ولكن تم تخفيض نسب العمالة داخل مختلف المواقع للنصف تقريبا، وذلك في محاولة من شركة العاصمة الإدارية لمواجهة فيروس كورونا واتخاذ الإجراءات الاحترازية.
وأضاف عابدين، أن الشركة استعانت بمركز صحي من وزارة الصحة، للكشف على العمالة، وإجراء التحاليل الدورية لهم، بمختلف المواقع، وذلك في محاولة للحفاظ على سلامة وصحة العاملين.
وأوضح رئيس الشركة أنه بالنسبة للمشروعات الجاري تنفيذها وخاصة الحي الحكومي والبرلمان وبعض المؤسسات، فإنه يتم إبعاد العمال عن بعضهم، أو العمل في نوبات متفرقة، بحيث تكون هناك مسافة بعيدة بين كل عامل والآخر، تجنبا لنقل الفيروس، أو الإصابة، والحفاظ على حياة العمالة.
وأكد أن شركة العاصمة الإدارية تسعى للالتزام بمعدلات التنفيذ والجدول الزمني للمشروعات المختلفة، ولكن قد يكون هناك بعض التأخير الذي لن يتخطى الأسابيع القليلة، بسبب تخفيض عدد العمالة.