محمود الجندي
حكايات " رامبو " 1-2
لم يكن رامبو يحلم بما وصل إليه.. بل أقصى ما كان يتمناه هو عقد عمل مؤقت يكون بمثابة مصدر رزق له بعد تسريحه من وظيفته الأساسية والتي كان يعمل في أقل قطاعاتها أهمية .. لكن خروجه مبكراً من وظيفته الأصلية بالاستغناء عن خدماته وتسريحه في سن صغيرة بات عقبة أصابته بأزمة نفسية حادة، وجعلته يتحين الفرص للحصول على منصب أو موقع قيادي يسمح له بتعويض عقدة النقص التي يعانيها.
ورغم بقائه في غياهب المؤسسة الهامة لسنوات دون أن يشعر به أو يعيره أحد انتباهاً، إلا أن الأيام منحته وبالصدفة منصباً كبيراً رغم حجم رامبو الضئيل .. وسلطات واسعة رغم ضيق أفقه.. ليبتلي به الجميع .
فمن فشل متتالي.. إلى وظيفة تسلل إليها عبر باب خلفي مرت سنوات عمر "رامبو" دون أن يحقق انجازاً يذكر، بل أن غريزة الانتقام لديه تضخمت وبشدة وأصبح يرى الجميع أعداء له سواء من يعرفهم منهم أو من لا يعرفهم، وراح يفكر ويخطط كيف ينتقم من الجميع ويعوض أيام الذل التي عاشها مع هذا وذاك.
"رامبو " شعر أن الدنيا حيزت له بحذافيرها متناسياً إنه غداً أو بعد غد سيكون مصيره كمن سبقوه ولن يذكره أحداً إلا على سبيل الفكاهة والعبرة.. بل وصل جنون العظمة عند " رامبو " إلى أنه اعتقد إنه الآمر الناهي ، على الرغم من أن جميع من حوله يلاعبونه جيداً بل إن أقرب المقربين منه يتلاعبون به أو باللفظ الدارج "بيغفلوه".
حاولنا كثيراً أن ننصح هذا الرامبو بالكف عن صناعة الأعداء بل والكف عن محاولة البحث عن المصادر ، بل وأن لا تأخذه الجلالة إلى هذا الحد.. لكن الغباء حليفه وسيقضي رامبو على نفسه وعلى من وضعه في هذا المكان.
قصص غباء "رامبو" لا تنتهي، فلا يوجد اجتماع أو زيارة دون أن يكون رامبو على رأسها .. ورغم إنه لا يعرف الفرق بين " الألف وكوز الدرة" خاصة في مجال العمل المبتلى برامبو، إلا إنه لا يتوقف عن الفتوى بدون علم .. بل وصل الأمر إلى تدخله لاختيار القيادات ما جعل الوضع "بزرميط".
كثيرون يعرفون "رامبو" عن قرب.. وتعجبوا من التحول الذي أصبح عليه في عدة أشهر تولى فيها موقعاً هاماً وجنون العظمة الذي انتابه من وقتها، لكن جميعهم أكد أن سقوط رامبو حتمي وقريب وإنه في النهاية لا يصح إلا الصحيح .
الحلقة القادمة .. رامبو واللي جنبه