في ذكرى افتتاحه الثاني عام 1933..
قصة كوبري قصر النيل وأسوده الأربعة: «ربع قرش» رسم مرور للرجال والنساء
إسكان مصر- خاص:
في مثل هذا اليوم عام 1933، افتتح الملك فؤاد الأول كوبري قصر النيل، وأطلق عليه «الخديوي إسماعيل» أو «أبوالأشبال»، وذلك بعدما أمر بهدم الكوبري الذي أنشأه جده الخديوي إسماعيل وإنشاء آخر مكانه.
ويعد كوبري قصر النيل أول كوبري في مصر للعبور على النيل، ويتميز بتماثيل الأسود الأربعة المصنوعة من البرونز عند مدخليه.
يعود تاريخ الكوبري إلى عام 1865 أثناء بناء سراي الجزيرة، عندما أمر الخديوي إسماعيل أمراً عالياً إلى نظارة الأشغال بإقامة كوبري يصل بين القاهرة والجزيرة، اقتداء بمدن أوروبا، حيث كان يتم الانتقال بين ضفتي النيل في تلك الفترة باستخدام المراكب الشراعية التي توضع بجوار بعضها البعض وتمتد عليها ألواح من الخشب كي يسير الناس عليها، وبدئ في إنشاء الكوبري عام 1869 على يد شركة فرنسية.
واكتمل بناء الكوبري في منتصف عام 1871 بطول 406 أمتار وعرض 10.5 متر، منها 2.5 للرصيفين الجانبيين، وطريق بعرض 8 أمتار، وبلغت تكاليف إنشائه 110 آلاف جنيه.
وقرر الخديوي إسماعيل وضع حواجز على مدخلي الكوبري لدفع رسوم عبور، والتي تختلف حسب نوع المار بالجسر، حيث قدرت بـ«ربع قرش» للرجال والنساء، و«قرشين» للعربات المليئة بالبضائع، و«قرش» للفارغة، والأطفال والغزلان معفيين من الرسوم، وكان الهدف من فرض تلك الرسوم هو أن تستخدم لتغطية تكاليف الصيانة وتكاليف الإنشاء.
وبعد نحو 60 عامًا من إنشاء الكوبري، قرر الملك فؤاد إنشاء كوبري جديد يفي بحاجة النقل المتزايدة والحمولات الحديثة، ويتلاءم مع ما وصلت إليه القاهرة من عمران، حيث وضع حجر أساس الكوبري الجديد في 4 فبراير عام 1932، ويبلغ طول الكوبري 382 مترا وعرضه 20 مترا، وذلك بتكلفة بلغت 291955 جنيها، وافتتحه الملك فؤاد في مثل هذا اليوم عام 1933.
وسمي الكوبري بـ«قصر النيل» لأنه كان يوجد قصر كبير على النيل من جهة ميدان التحرير يسمى «قصر النيل»، أنشأه محمد على لابنته زينب، ولما تولى سعيد باشا الحكم، هدم القصر وحوله لثكنات للجيش المصري، ولكن احتلها الإنجليز بعد احتلال بريطانيا لمصر، وبعد جلاء البريطانيين تم هدم الثكنات وبناء جامعة الدول العربية وفندق هيلتون.
يأتي ذلك فيما يعود تاريخ تماثيل أسود قصر النيل، إلى أواخر القرن التاسع عشر، وأبدعها المثال الفرنسى الشهير هنرى جاكمار، بطلب خاص من الخديوي إسماعيل، وقد صُنعت في الأصل لتوضع على بوابتي حديقة حيوان الجيزة، لكن حين وصلت التماثيل الأربعة إلى القاهرة من فرنسا، كان الخديوي إسماعيل قد خُلع، وتولى ابنه الخديوى توفيق الحكم، وكانت تجرى في ذلك الوقت عملية تجميل كوبري الخديوي إسماعيل، كما كان يسمى الكوبرى آنذاك، ورأى الخديوي توفيق، أن الكوبري يحتاج لمظهر يليق بهيبة اسم والده، فتم وضع أسدين على كل مدخل.