إسكان مصر تفتح الملف المسكوت عنه
" قرنفل التجمع ".. الفساد المدفون تحت تلال الرمل
إسكان مصر – محمود محمد:
يعانى ملاك فيلات القرنفل بالقاهرة الجديدة من عدم توصيل مرافق الكهرباء والمياه والصرف الصحى بالمنطقة منذ 8 سنوات علما بالتزام الملاك بأعمال التشييد والبناء على قطع الأراضى المخصصة لهم، وفقا لما ورد فى بنود التعاقد، بالإضافة إلى أن المنطقة تعد ثروة عقارية تقدر بالمليارات مدفونة تحت تلال الرمال العظيمة، والتى كشف بعض الملاك لـ"إسكان مصر" سر محاصرة المنطقة بها، وهو ما سنكشف عنه فى القريب العاجل.
منطقة القرنفل ثروة عقارية بالمعنى الحرفى للكلمة، إذ تضم 940 فيلا انتهى أصحابها من بنائها، تتضمن كل فيلا 5 وحدات سكنية، ومن المقرر أن يقطنها 3500 أسرة بأبنائهم وذويهم، بينما يستأجرون وحدات سكنية فى وقت يمتلكون فيلا مع إيقاف التنفيذ، لعدم وجود مياه أو كهرباء أو صرف صحى، وهو ما يطرح بدوره سؤالا كيف التزم هؤلاء الملاك ببناء أراضيهم وسط كل هذه المعوقات؟.
"إسكان مصر" التقت بعض الملاك، وأخبرونا أن أغلبهم تسلم الأرض المخصصة لهم منذ 2010، بدون مرافق من جهاز مدينة القاهرة الجديدة، وهو ما يخالف شروط التعاقد، وفقا للملاك، لكنهم تسلموا قطع الأراضى على وعد من من مسئولى جهاز مدينة القاهرة الجديدة بإيصالها فى القريب العاجل.
عشرات الحكايات الموثقة وقضايا الفساد التى رواها لنا الملاك، ويلحظها العابر بالمنطقة بداية من حجبها وراء تلال الرمال من مدخل المنطقة، المقطوع عنها الكهرباء ليدبر المستفيدون تصحير المنطقة التى قررت الوزارة إعمارها منذ عام 1994 تاريخ بدء التخصيص بالمنطقة.
بمجرد مرورك بشوارع القرنفل تجد الحفر هنا وهناك وكأن المنطقة مدافن للموتى لا منطقة فيلل، بسؤال أحد الملاك أخبرنا، اشترط عدم ذكر اسمه، عن بعض من يستفيد من رمال المنطقة التى تصلح للبناء، إذ تـُحمِلُ اللودرات السيارات النقل الـ8 مترات، وتباع نقلة الرمل الواحدة بألف جنيه لمن يستكمل البناء فى المنطقة والمناطق التى تجاورها، علما بأن هذه الرمال من حق الملاك فى الأساس.
يضيف مالك آخر، أن الأمر نفسه يتكرر مع فناطيس المياه، التى لم تصل المنطقة عن عمد، لأن هناك من يتاجر بها لمن لايزال يستكمل بناء قطعته، إذ يباع سعر المتر المكعب بـ60 جنيها مصريا فى وقت تحتاج القطعة الواحدة لمئات المترات، بالإضافة إلى أن من انتهى من البناء بالفعل لا يستطيع السكن لعدم وجود مرافق بالأساس.
كل هذا يجيب عن معوقات بناء هؤلاء الملاك المنطقة، وطرحوا علينا بدورهم عددا من الأسئلة نضعها بدورنا بين يدى المسئولين، (هل سيكون مصير من اشتروا أراضى العاصمة الإدارية الجديدة هو مصير ملاك القرنفل؟، وهل ما آلت إليه منطقة القرنفل من أوضاع بائسة محفزٌ على الاستثمار؟، فبدلا من أن تكون منطقة القرنفل نموذجا يحتذى، ويفتح آفاقا أمام المستثمرين، تتحول بفعل التنقيب إلى مقابر، أَعلى هذا النحو تقدم وزارة الإسكان ممثلة فى جهاز مدينة القاهرة الجديدة نفسها للمستثمرين بدفن الفساد تحت رمال المنطقة؟) وفقا للملاك؟.