محمود الجندي
حركة التغييرات.. "طبخة جملي"
لا يستطيع أن ينكر أحداً أن حركة التنقلات والترقيات التي شهدتها أجهزة المدن خلال العامين الأخيرين حركت المياه الراكدة وضخت دماء جديدة في شرايين كانت على وشك التصلب بسبب تجاهل التغيير بين صفوف قياداتها، بل وكشفت عن مواهب قيادية فذة في صفوف شباب المهندسين بهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، وأتت تجربة تصعيد الشباب لرئاسة أجهزة المدن ثمارها رغم هجوم البعض وإهالة اخرين التراب عليها، لكن الواقع يؤكد انطلاقة حقيقية في المدن التي تولى أمرها شباب المهندسين.
فيما يأتي بقاء بعض الأجهزة تحت قيادة المهندسين الكبار ذوي الخبرة ليؤكد على أن التغيير لم يكن عشوائياً أو من باب التغيير وفقط، ولكن هي خطوات محسوبة فالمدن التي تحتاج لقيادة شابة سيكون لها ذلك، وتلك التي تحتاج إلى خبرة في التعامل اختيرت لها قيادة محنكة من الكبار تستطيع التعامل مع ملفاتها والتي تحتاج لخبرة إدارية أوسع.
لكن.. فجأة توقفت خطوات الدفع بالشباب أو هكذا بدا للجميع بعد تكرار الحديث عن حركة كبرى تشهد تصعيدا لعدد من شباب المهندسين بعضهم من المعاونين لمنصب النائب وأخرين من منصب النائب إلى رئاسة أجهزة المدن، ولم تشهد الأشهر الماضية سوى عمليات "ترقيع" في بعض الأجهزة، على الرغم من العجز الشديد في قيادات الصف الثاني والثالث والتي بالتأكيد ستلقى بظلالها على قيادات الصف الأول في أجهزة المدن، وتحولت الحركة إلى "طبخة جملي" لم يكتب لها الظهور حتى الآن.
هذا العجز في القيادات يتطلب سرعة الدفع بما يتراوح من 10 إلى 15 مهندس من منصب معاون رئيس جهاز إلى منصب نائب رئيس جهاز وتأهيل عدد مناسب من نواب رؤساء الأجهزة لتولي مهام رئاسة الأجهزة في أي وقت، فبنظرة عامة يمكن ملاحظة القصور الواضح في أعداد نواب رؤساء الأجهزة خاصة بعد الضربات المتلاحقة لهيئة الرقابة الإدارية والتي أوقعت عددا منهم، وهو التحريك الذي يستتبع أيضاً ضم عدد من المهندسين لشريحة "معاون" حتي يتم دعم كافة الصفوف ببدائل وخيارات متعددة وجميعها ستكون قيد التجربة ولن تكون أمراً نهائياً.. من ينجح سيستمر ومن يفشل سيعود من حيث أتي.
مرة أخرى نعود للتأخير الغير مبرر في إصدار حركة تغييرات شاملة وموسعة فالجميع ينتظر والأجهزة لا تحتمل غياب قيادات الصف الثاني خاصة في ظل اتساع رقعة المشروعات التي تنفذها الهيئة ما يحتاج إلى توزيع المهام وليس دمجها وتحميل القيادة الموجود بما لا طاقة لها به.
التغيير أصبح لا بديل عنه فهناك عجز واضح في قيادات المدن خاصة مع خروج بعض رؤساء الأجهزة على المعاش، والقبض على أخرين، وتعدد المشروعات، لكنه تغيير مشروط دائماً بأن يكون للأفضل وليس مجرد سد خانة أو رد جميل لهذا أو ذاك أو حتى ترقية يحصل عليها البعض بسيف الحياء وهو لا يستحقها.