حصرياً.. صور وحكايات نادرة من مدينة "الشروق القديمة"
قبل 23 عاماً من الآن .. وقع اختيار وزير الإسكان الأسبق الدكتور محمد إبراهيم سليمان على الأراضي الواقعة يمين الكيلو 37 بطريق القاهرة - الإسماعيلية الصحراوي لإنشاء مجتمع عمراني جديد ضمن مدن الجيل الثالث يحمل اسم " مدينة الشروق" .. تلك المدينة التي قال عنها إبراهيم سليمان في إحدى زياراته " اللى مسكنش في الشروق أو زايد مش هيسكن" وذلك للتدليل على كونهما أفضل مدينتين في تاريخ وزارة الإسكان وقتها، قبل أن تشهد مصر الطفرة العمرانية وتدخل مرحلة مدن الجيل الرابع.
الشروق التي تم إنشائها بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم (326) لعام 1995 في إطار جهود الدولة المصرية للتوسع العمراني لتحقيق عدة أهداف تنموية، تميزت بعدة معالم لم تعد موجودة الآن أبرزها سينما السيارات بالقطعتين 9 و 9أ بالقرب من مدخل 1 على طريق الإسماعيلية وهي الأرض التي آلت ملكيتها لشركة "أولاد رجب " للتجارة في مزايدة علنية تمت في عام 2009 بهدف إنشاء هايبر ماركت وهو المشروع الذي تعثر بسبب ارتكاب الشركة عدة مخالفات به.
سينما السيارات بالشروق والمخصصة في عام 1996 للمجموعة الذهبية للسينما والترفيه والمقامة على مساحة 59 ألف متر مربع، كانت واحدة من المعالم المميزة للمدينة لكنها تحولت إلى قطعة من الصحراء بعد تنازل الشركة الذهبية عنها لعجزها عن سداد قيمة الأرض في عام 2010 حيث لم يتبقى منها سوى أطلال السور القديم الخاص بالسينما.
مداخل مدينة الشروق وتحديداً المدخلين 1 على طريق الإسماعيلية ونظيره على طريق السويس الصحراوي واللذين تكلفا قرابة 10 ملايين جنيه لم يعد لهما وجود فالأول أزيل ضمن مخطط انشاء الطريق الدائري الأوسطي، والأخر مثله لإنشاء كوبري طلعت مصطفي والذي يربط مدينة الشروق بكمبوند مدينتي وخدمة لسكان الكمبوند.
في عام 1999 زارت سوزان مبارك قرينة رئيس الجمهورية الأسبق محمد حسني مبارك مدينة الشروق لتفقد مشروعات الإسكان في المدينة، ونقلتها الطائرة إلى منطقة اسكان الشباب بمدخل المدينة 2 على طريق الإسماعيلية حيث استقرت الطائرة في المنطقة المعروفة حالياً بميدان "المهبط" وبدأت جولتها داخل المنطقة بزيارة العمارة السكنية رقم 224 وتضم وحدات بمساحة 70 متر مربع والمعروفة حاليا بـ"محطة الصورة" حيث وضعت صورة للرئيس الأسبق مبارك على أحد جوانب العمارة وهي صورة مطبوعة على عدة بلاطات من السيراميك .
سوزان مبارك تفقدت عمارة أخرى في المنطقة ذاتها هي العمارة رقم 251 بإسكان الـ70 متر ، وهي التي وضعت في مدخلها صورة مماثلة للرئيس الأسبق، وإن كانت تعرضت الآن لعملية تشويه ولصق اعلانات دعائية عليها لكنها لا تزال في مكانها، وهي العمارة التي تم تجهيزها لاستقبال قرينة الرئيس الأسبق وتصوير القنوات التلفزيونية لتفاصيل تلك الزيارة.
سنترال 2 بجوار مشروع "دار مصر" أو ما يعرف بين قدامى سكان المدينة بـ"سنترال اليوم الواحد" حيث تم تشغيل السنترال ليوم واحد هو يوم زيارة قرينة مبارك بهدف توصيل خط الانترنت لمكتبة الطفل الموجودة في منطقة اسكان الشباب "100 متر" حيث تم اغلاقه بعد انتهاء تلك الزيارة .
المدينة التي تحاول الآن تعويض ما فاتها، فقدت خلال سنوات قليلة مضت بريقها وبدت بعض عيوبها التخطيطية ومنها نقص النشاط التجاري والذي كان في وقت تدشينها يعادل 1500 فدان من بين 10 آلاف فدان هي مساحة المدينة قديماً قبل أن يضاف لكردونها الكثير من الأراضي المحيطة بها، ما صبغ المدينة بالطابع السكني فيما اتسمت مدن اخرى منها القاهرة الجديدة بالطابع التجاري.