محمود الجندي
طريق المنصورة الجديدة .. وجدوى أبراجها
إسكان مصر
بدعوة كريمة من شركة سيتي إيدج للتطوير العقاري، كنت وعدد من الزملاء الصحفيين على موعد مع زيارة ميدانية لمدينة المنصورة الجديدة والتي تضم مشروع "زاهية" الذي شرفنا بحضور حفل تدشينه، وهو ثاني أضخم مشروع تتولى الشركة تطويره وتسويقه بعد أبراج مدينة العلمين الجديدة ويقام على مساحة 1500 فدان.
التنظيم وحفاوة الاستقبال من قبل الشركة كانا شديدي التميز، فيما أضافت أراء ورؤية الرئيس التنفيذي للشركة عمرو القاضي للسوق العقارية، بعداً أخر للزيارة، بل وأثارت شهيتي الصحفية للتعرف على المشروع بكافة تفاصيله وتقييمه بشكل شخصي لأخلص إلى ملاحظتين وجدتهما "مصادفة" تتطابقان مع أراء عدد من المسؤولين عن التخطيط والتطوير العمراني في الدولة.
الملاحظة الأولى كانت بخصوص طريق المنصورة الجديدة وهي الملحوظة التي ظلت عالقة بذهني طوال الرحلة، فالطريق من مدينة المنصورة القديمة وصولاً إلى المنصورة الجديدة أو ما يعرف بطريق "مصيف جمصة" وهو بطول 52 كم، متهالك جداً والخدمات المتاحة عليه "عشوائية" بامتياز، ما قد يكون سبباً رئيسياً في هروب المستثمرين من مدينة المنصورة الجديدة، فالسير عليه أمر مرهق للغاية، كما أن الكثافة المرورية مرتفعة جداً، ناهيك عن سيارات النقل الثقيل التي تحتله طيلة الوقت، وهي الملاحظة التي تعهدت بنقلها إلى مسؤولي هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، فمن وجهة نظري أن طريق كهذا وتجربة استخدامه في الوصول إلى مدينة المنصورة الجديدة هي بمثابة رحلة ذهاب بلا عودة، فمن يجربه لن يكرر الزيارة مرة أخرى وهو أمر يصعب من مهمة الشركة في تسويق مشروعات المدينة ويحتاج لحلول عاجلة.
هذه الملاحظة كانت محور حديثي مع المهندس عبد المطلب عمارة نائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة لقطاع تطوير وتنمية المدن بعد 24 ساعة من عودتي إلى القاهرة، خلال لقاء جمعني به، وكان كما تعودت منه جاهزاً للرد العملي بل وسابقاً بخطوات، حيث طلب مني الانتظار لدقيقة هي مدة وصول المهندس علاء عبد العزيز مساعد نائب رئيس الهيئة حاملاً التصميم الجديد للطريق محل الشكوى!
عمارة، أكد أن هناك خطة لتطوير الطريق بالكامل، ليكون 3 حارات مرورية في كل اتجاه بالإضافة إلى انشاء استراحات لائقة على الطريق بالتنسيق مع هيئة الطرق والكباري التابعة لوزارة النقل، بالإضافة إلى مرحلة ثانية من خطة التطوير تشمل رفع كفارة وتوسعة عدد من الكباري الموجودة هناك لتخدم مدينة المنصورة الجديدة.
قطع المهندس عبد المطلب عمارة الطريق علينا، فلم يعد هناك مشكلة من الأساس فقد انتهى الاستشاري من وضع خطة التطوير وستبدأ عملية التنفيذ خلال فترة قصيرة، فضلا عن دعم المدينة بطرق ساحلية أخرى.
الملاحظة الثانية، كانت بدايتها من حديث الرئيس التنفيذي لشركة سيتي إيدج عن طبيعة عملاء مشروع "زاهية" فأغلب من استفسروا عن المشروع هم من أبناء محافظات الدلتا، وفي اعتقادي أن زبون الدلتا لن يبحث عن وحدة سكنية في أبراج المنصورة الجديدة بقدر ما سيكون إقباله على الفيلات والوحدات العادية، خاصة أن دراسات الشركة لطبيعة السوق هناك انخفضت بسقف المساحات في الوحدات السكنية من 600 متر إلى 300 متر مربع، ما يشير إلى أن الطلب هناك سيكون بشكل أكبر على الوحدات السكنية مع اختلاف نمطها وليس في أبراج شاهقة.
أيضاً.. زبون مدينة المنصورة الجديدة مختلف كلياً عن مدينة العلمين الجديدة وتكرار تجربة الأبراج في المنصورة فكرة تستحق الإرجاء ولا يجب التسرع فيها قبل التأكد الفعلي من قدرة سوق الدلتا على استيعاب وحدات تلك الأبراج والتعاطي معها، وأرى أن الأفضل هو استلام مقدمات حجز الأبراج من العملاء قبل الشروع في تنفيذها وبناء على حجم الإقبال يتم تنفيذ الأبراج.. هذا الرأي وجدته متطابقاً مع رأي عدد من مسؤولي وزارة الإسكان ممن استشعروا خطورة تنفيذ أبراج مرهقة مادياً لعمل يختلف كلياً عن تجربة أبراج العلمين الجديدة.