رغم أخطاء التطبيق..
لا تعديل لقانون التصالح في مخالفات البناء .. وسر الوصايا العشر البرلمانية لتصحيح المسار
كتب- محمود محمد:
رغم اقتراب المهلة التي حددتها الحكومة للتصالح في مخالفات البناء من الانتهاء، إلا أن القانون ما زال يثير لغطا وإشكاليات كثيرة حول تطبيقه، الأمر الذي دفع لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب، برئاسة المهندس أحمد السجيني، لإصدار مجموعة توصيات بشأن المشكلات الناتجة عن التطبيق، وذلك عقب جلستها العاصفة التي عقدتها الخميس الماضي لمناقشة الأثر التشريعي لتطبيق القانون واستمرت لمدة 9 ساعات.
وقالت اللجنة، في تقريرها بشأن الجلسة، إنه بعد الاستماع إلى كل الآراء المقدمة والإقرارات الثابتة من كل النواب ممثلين لمعظم محافظات الجمهورية، وعدد من ممثلى الأحزاب البرلمانية، وكذلك آراء المجلس القومى لحقوق الإنسان ونقابة المهندسين ونقابة الزراعيين، وعدد من المواطنين، وبعد مواجهة كل من قيادات وزارة الإسكان ووزارة التنمية المحلية وعدد من المحافظين الحاضرين والاستماع إلى آرائهم، وبعدما استقر أخيرا بوجدان اللجنة، فقد وجهت لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب بما يلى:
١- على الحكومة سرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة لمراجعة كل الأسعار المقررة بجميع المحافظات الوارد بها شكاوى وتظلمات، وذلك وفقا لمعايير متوازنة تراعى البعد الاجتماعى والمساواة بين الوحدات المحلية والشياخات والعزب والنجوع، وكذلك تستوعب البعد التاريخى المعقد لهذا الملف والتشابك في المسئوليات الناتجة عن الترهل المؤسسى والفساد الإدارى والمالى بالجهات الإدارية في الحكومات السابقة على مدار ما يزيد عن خمسون عاما والذى تسبب في تفشى ظاهرة البناء المخالف والتعدى بالبناء على الأراضى المملوكة للدولة.
٢- مطالبة الحكومة بإعادة صياغة البيان الإعلامى الصادر عنها والخاص بتسويق هذا التشريع والجهد اللازم لتشكيل الوعى الحقيقى لمكتسبات القانون وذلك بعد حالة اللغط الواقعة عند التطبيق على أن يستهدف البيان فلسفة ومبتغى القانون في تحقيق السلم المجتمعى وتوفير حياة كريمة ومرافق متطورة تليق بالمواطن المصرى على أن مفاهيم الترغيب والقبول الطوعى في الطرح يجب أن تسبق تطبيقات الترهيب والتصادم الكلى، ولا سيما أن مثل هذه التشريعات هي صادرة لتحقيق إصلاح هيكلى وتصفية موروث عقارى وإدارى فوضوى استمر عشرات الأعوام، وبالتالى فإن تطبيقات الإصلاح يجب أن تكون متسعة للجميع وقائمة على المصالح الطوعية بأسعار منطقية وحزم سداد تراعى الأوضاع الاقتصادية وخصوصا للمبانى المقامة من سنوات ولم يتم تحرير محاضر مخالفة لها، مع أهمية التفرقة في التناول والشرح بين الحالات المحرر لها محاضر ومخالفات وبين الحالات المؤمنة بمراكز قانونية ثابتة.
٣- توجيه وزارتي الإسكان والتنمية المحلية بعدم الاكتفاء بالكتب الدورية المفسرة للتساؤلات الواردة من التنفيذين والبدء الفورى بالتنسيق لعمل ورش عمل ودورات تدريبية لسكرتارية العموم ورؤساء الأحياء لشرح تلك الكتب الدورية وتوجه الدولة في هذا الشأن وذلك لتلافى أوجه القصور في الفهم والتطبيق وعدم السماح لبعض الفاسدين وأصحاب المصالح من العاملين بتلك الإدارات واللجان التنفيذية في استغلال اللغط الدائر لتحقيق مصالح شخصية فاسدة لهم.
٤- توجيه ومناشدة نقابة المهندسين لتيسير كافة الإجراءات المرتبطة بها والتاكيد على أن ما تقوم به النقابة العريقة في هذا الشأن بصفتها استشارى الدولة الهندسى يجب أن يكون تحت مظلة الجهد الوطنى ولا يصح أن تستهدف به النقابة تحقيق أي ربحية تزيد من الأعباء الواقعة على المواطنين.
٥- توجيه الحكومة بسرعة تفعيل ميكنة المنظومة برمتها واستخدام الوسائل التكنولوجية والرقمية الحديثة المرتبطة بهذا الملف وغيره من الملفات المشابهة، وذلك لتلافى العجز في الكم والنوع للعنصر البشرى وتقليل حجم الفساد الادارى أو المالى الملازم للإجراءات.
٦- تكليف المحافظين وكذلك قطاع التفتيش بوزارتى التنمية المحلية والإسكان بأهمية المتابعة الميدانية وتكثيف زيارات التفتيش المفاجئة لوحدات ولجان التعامل المختلفة مع المواطنين بعد ما تبين للجنة أن هناك تعمد من بعض الوحدات في تطبيق القانون والوفاء بإصدار الشهادات والنماذج الواردة بالقانون للمواطنين وكذلك القصور في إجراء المعاينات اللازمة واتخاذ قرارات البت خلال المدد المنصوص عليها بالقانون واللائحة التنفيذية .
٧- مطالبة الحكومة بمد تاريخ ١٥ أغسطس المحدد لمهلة سداد قيمة تصالح الجدية لمن سبق تقدمه خلال الفترة السابقة مع التأكيد للمواطنين على أن من لم يسبق تقدمه فإن المهلة متاحة له حتى ٣٠ سبتمبر ٢٠٢٠ .
٨- التأكيد على أن أي أعمال إزالة تتم للمواطنين الذين تقدموا بطلب التصالح وقاموا بسداد قيمة الجدية ولم يصدر بحقهم بعد قرار لجنة البت اما قبولا أو رفضا فإن أعمال الإزالة تلك مخالفة للقانون والدستور وتستوجب مساءلة مرتكبيها.
٩- التأكيد للجميع أن هذا القانون لا يتضمن جزاء أو عقوبات وإنما يرتب مكتسبات وأن شخصية العقوبة واضحة بشكل لا يقبل اللبس أو التأويل بالقانونين الأخرى المرتبطة مثل قانون البناء ،، قانون الزراعة ،، قانون العقوبات، وغيرهما وأن ما أثير حول صفة مقدم الطلب لا تنصرف على كافة الحالات، حيث إن المخاطبين بالانتفاع بمكتسبات هذا التشريع هم:
أولا: المواطنون قاطنى العزب والنجوع والقرى الذين قاموا بالبناء بالمخالفة للقانون وهم الملاك والشاغلون في ذات الوقت ومحرر ضدهم محاضر مخالفات وبالتالى لا توجد مشكلة صفة لديهم ..
ثانيا: قاطنى وملاك الوحدات بالمدن الجديدة بالمجتمعات العمرانية التابعة لوزارة الإسكان، حيث إن كافة العقارات بتلك المدن صادرة برخصة ولا يوجد بها ظاهرة المالك المستتر ( الكحول ) وبالتالى لا يوجد مشكلة الصفة ..
ثالثا: كافة العقارات المرخصة بأسماء الملاك الحقيقيين بعواصم المحافظات والمراكز والمدن والذين قاموا ببناء مخالف لعدد من الأدوار فإن المحاضر محررة بأسمائهم ولا يوجد أيضا مشكلة الصفة..
رابعا: وهى مثار اللغط في الصفة وتنحصر في الأبراج المقامة بعواصم ومراكز المحافظات الكبرى بأسماء مستعارة والمالك الاصلى غير موجود أو متعنت عن السداد وكالمشكلة تنحصر في اختفاء أو وفاة شخصية العقوبة، وبالتالى يكون في هذه الحالة فقط من حق شاغل الوحدة الانتفاع بمكتسبات القانون بالتقدم منفردا أو مجتمعا مع باقى الوحدات بتقنين الوصع تحت مبدأ القبول الطوعى أو التسوية التضامنية مع أصحاب المصلحة المشتركة للحصول على منافع ومكتسبات التشريع..
وتبين من خلال المناقشات أن الحالة الرابعة في هذا اللغط لا تمثل مبدئيا الجزء الأكبر من الواقع، على ان اللجنة تطالب الحكومة إفادتها بحصر علمى دقيق وفقا للتصنيف السابق حتى تكون القرارات والتوجيهات قائمة على قاعدة معلوماتية سليمة .
١٠- أخيرا تعلن اللجنة بعد العرض على رئيس مجلس النواب عن موافقة البرلمان على المقترح الوارد بكتاب وزير التنمية المحلية استضافة البرلمان اجتماع رباعى مغلق يضم كل من وزير الإسكان ووزير التنمية المحلية ورئيس لجنة الإدارة المحلية ورئيس لجنة الإسكان لبحث مخرجات وتقارير جلسة الاستطلاع لقياس الأثر التطبيقى للقانون، وذلك بعد تفريغ أمانة لجنة الإدارة المحلية مضابط الجلسة وحصر كافة التقارير والمقترحات المقدمة من كافة الأطراف بالإضافة إلى التوصيات العامة والمبدئية الصادرة من اللجنة في ختام جلسة الاستطلاع المعقودة واعتبار ما سبق مناط جدول الأعمال للاجتماع المزمع الترتيب له بمجلس النواب خلال أقرب وقت ممكن.
في سياق متصل، كشفت مصادر بوزارة الإسكان أنه لن يتم تعديل القانون ولكن سيتم التباحث مع المحافظين لتخفيض قيمة التصالح حتى يتم المساواة بين المواطنين في جميع المحافظات، ولا يوجد تفرقة بينهم.
في سياق متصل، شددت الحكومة على إصرار الدولة على استيداء حقها وتسوية أوضاع المخالفات التي تمت على مدار السنوات الماضية، طبقا لقانون التصالح في بعض مخالفات البناء، مشيداً بالإقبال الذي تشهده إجراءات تلقى طلبات التصالح، وسداد مبلغ جدية الحجز، وذلك بحسب تصريحات سابقة للدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء.
ودعا رئيس مجلس الوزراء، المواطنين إلى التعاون، وعدم التردد في السعي نحو تسوية أوضاعهم وأداء حق الدولة الذي لن تتهاون فيه، مجددا التأكيد على المواطنين الراغبين في التصالح بسرعة التقدم بطلباتهم، ودفع مبالغ جدية التصالح، لتقنين أوضاعهم، مشدداً على تمسك الدولة بمحاربة العشوائية في البناء، وعدم السماح بعودة هذه الممارسات والمخالفات مرة أخرى، والسعي نحو استيداء حقوقها، ومنع المخالفات والتجاوزات التي تخالف القوانين.
وأوضح آخر تقرير استعرضه الدكتور مصطفى مدبولي، والمقدم من اللواء محمود شعراوى، وزير التنمية المحلية، بشأن التصالح في مخالفات البناء، وجملة العوائد المحصلة منها، أن المواطنين الراغبين في التصالح تقدموا حتى الآن بنحو 611 ألف طلب، وبلغ إجمالي المتحصلات حتى الآن 2.2 مليار جنيه، منها حوالي نحو 1.8 مليار جنيه رسوم سداد مبلغ جدية التصالح الذي تبلغ نسبته 25% من إجمالي قيمة المخالفة.
كما عرض وزير التنمية المحلية تقريراً حول موقف تنفيذ الموجة الـ 16 للإزالات خلال الفترة من 8 يوليو وحتى 10 أغسطس 2020، أوضح خلاله أنه تم إزالة 7543 مخالفة بناء، و3242 مخالفة زراعية بمساحة 178191 فداناً.
وأشار اللواء محمود شعراوي إلى أن إجمالي ما تم إزالته من مخلفات صلبة خلال الفترة من 18 مارس وحتى 8 أغسطس 2020، بلغ 8.7 مليون طن، بمتوسط يومي 60 ألف طن. ومثلت كمية المخلفات التي تم رفعها من إقليم القاهرة الكبرى فقط 48% من اجمالي الكمية المشار إليها، يليها أقاليم: الدلتا بنسبة 26.3%، ثم الصعيد بنسبة 13.7%، ثم الإقليم الساحلي بنسبة 8.8%، وأخيراً إقليم القناة بنسبة 3.3%. .