الانتهاء من المرحلة الأولى لمشروع تبطين الترع بالدقهلية بتكلفة 188 مليون جنيه
تسعي الدولة بكل جهد لحل أزمة مستمرة منذ عشرات السنوات، وخاصة لنهايات الترع و للزراعات الصيفية وما يظهر منه من مشاكل ومعوقات، ألا وهو المشروع القومي الذي تبناه الرئيس عبد الفتاح السيسي، بتبطين الترع، وتحظي محافظة الدقهلية، بنصيب كبير فى تلك المشروع العظيم، والذي أدي العمل فيه إلى توفير ما يقرب من 10 الآف فرصة عمل.
حيث أكد الدكتور أيمن مختار، محافظ الدقهلية، أنه جارى تنفيذ الخطة القومية لتأهيل الترع، حيث جرى حصر الترع التي تحتاج إلى التأهيل، وتم الانتهاء من المرحلة الاولى وحاليا جارى تنفيذ المرحلة الثانية بالدقهلية، وكان هناك زيادة في الطلب على المياه في محافظات الوجه البحري للزراعات الصيفية، لتلبية الإحتياجات المائية للزراعات الصيفية، وخصوصاً زراعات الأرز في الوجه البحري.
وأضاف المحافظ، أنه تم حصر الترع المتعبة، ويتم تنفيذ خطة تأهيلها، وذلك من خلال مجموعات عمل مستمرة على مدار الساعة، كما تتم أعمال تطهير الترع والمصارف بشكل كلي بإستمرار، وعقب إنقضاء موسم الإحتياجات الصيفية بدأ العمل في المرحلة الثانية، وتم رصد لجان مرور وتفتيش على مستوى المحافظة لمتابعة الأمر . فالعمل قائم على قدم و ساق مع أخذ الإجراءات الإحترازية ضد فيروس كورنا لتنفيذ الخطة القومية الموضوعة، وللإنتهاء منها في زمن قياسي، وفي حال عدم تطبيق الاجراءات الاحترازية لحماية العمال القائمين على العمل فى المشروعات، فسيتم إتخاذ كافة الاجراءات القانونية والإدارية حيال المقاولين المخالفين.
وأشار محافظ الدقهلية، إلى أنه سيتم تطبيق قرار المحافظة الذى يتضمن خصم 1% من قيمه العمليات المتعاقدين عليها مع المحافظة و يتم متابعة توفير الكمامات، والقفازات وأيضا الإطمئنان على التطهير المستمر بمواقع العمل من قبل المقاولين المتعاقدين، لتنفيذ هذه المشروعات حرصا على سلامة وصحة وحياة العمال ووقايتهم.
وأشار المهندس عبد الفتاح الباز، وكيل وزارة الرى بالدقهلية، إلى أن من فوائد التأهيل بالتبطين لتلك الترع، هي ضمان وصول المياه للنهايات في أسرع وقت، وضمان عدالة توزيع المياه وزيادة الإنتاجية الزراعية، وخفض تكاليف الصيانة، موضحا أنه تم الإنتهاء من الترتيبات والدراسات المطلوبة للبدء في التنفيذ.
وأضاف وكيل وزارة الرى، أنه تم دراسة الترع المطلوب تبطينها خلال العامين القادمين، وذلك بطول 454 كم طبقا للاوليات المطلوبه لتوصيل المياه الي النهايات والمحافظة على المياه وترشيد إستهلاك المياه ويتم حاليا تنفيد خطه لتبطين الترع، مؤكدا أنه سيتم توفير المياه بعد التبطين بنسبة تتراوح من بين 5 - 10% من المياه، ويتم التبطين بطبقة دبش لكامل القطاع و يتم عمل طبقة " لياسه مونه الأسمنت و الرمل لتقليل النفاذية ولتقليل فواقد المياه " .
وأشار الباز، إلى أن نفاذية المياه ممكن ان تتسبب في هبوط أرضي أو نمو نباتات وحشائش تعوق وصول المياه لنهاية الترع وتستهلك جزء كبير من المياه، ويعمل في عملية التبطين مهندسين ري و مشرفين، بالاضافة لشركات المقاولات المتعاقد معها، ليتم توفير فرص للعمالة فهذا المشروع، وخلق فرص عمل لشركات القطاعين العام والخاص والمقاولين ليصل عدد الشركات التى تعمل في هذا الامر الى 8 شركات وتشغيل قرابة 10 الاف عامل.
وأوضح الباز، أن من معوقات العمل وسرعة تتفيذ الأعمال هو الطرق المتعبة مثل الطرق الترابيه التى تقع على جسور الترع والطرق الغير ممهدة، فتلك الأمور تتسبب في بطء العمل في بعض الأحيان.
وتابع وكيل زارة الرى، أنه قد تم الإنتهاء من المرحلة الأولى في خمس ترع بإجمالى تكلفة 21،35 مليون جنيه، بطول 4060 متر، وتم البدء في المرحله الثانية، وجاري حاليا عمليه التأهيل بتكلفه 12.811 مليون جنيه بطول 40915 متر بزمام 3300 فدان، وجاري تجهيز باقي العمليات بتكلفه 393،141 مليون جنيه بطول 112.028 كم في كل أنحاء المحافظة، ويتم العمل حاليا على ثلاث ترع، وهى ترعة خيري في ميت سويد، والشبول في المنزلة، والصالحات في بنى عبيد، و25 ترعة جارى تجهيزها.
وإستكمل الباز، أنه من المعوقات التى واجهتهم أثناء العمل أنه كانت هناك فترة أقصي اإحتياجات المياه والتى يحتاجها النبات للمياة وتتطلب وجود المياه لفترات طويلة وهذا كان عائق لغلق الترع، ولكن ستزيد معدلات العمل في شهر سبتمبر ومن الممكن خلال شهر أو اكثر يكون قد بدأ العمل، مما سيساهم في تعظيم الإستفادة من الموارد المائية وزياده الإنتاجية الزراعية.
ويؤكد دكتور أسامه راجح، أستاذ هندسة الموانى والمنشآت البحرية، والأستاذ بكلية الهندسة بجامعة المنصورة، أن تبطين الترع أمر هام جدا وخاصة بالدلتا حيث سرعة سريان المياة بطيئة الامر الذى يتسبب في فقد كثير للمياه، فهناك عوامل كثيرة تتسبب في فقد مياه الرى بالترع و لتقليل الفاقد في المياة التى تهدر نتيجه لتسربها بالتربة كان لزاما القيام بعملية التبطين، وتحدث فواقد بالمياه حتى وصولها للمزارع بسبب البخر و التسرب.
وأوضح راجح، أننا لا نستطيع السيطرة على البخار فكان لزاما السيطرة على الفقد بالتبطين والذى له عدة أنواع فالتدبيش وهو أبسطها و هذا النوع من التبطين يقلل بنسبة كبيرة من تسرب المياه، موضحا أن من أنواع التبطين أيضا الخرسانة العادية على المائل وخرسانه مسلحة على المائل وبلطات جاهزة مسلحة.
وأشار إلى أن للتبطين فوائد أخرى، أهمها القضاء على التعديات على جسور الترع فبعض الأهالى يقومون بفتح فتحات عن طريق ماسورة و يكسر التدبيش وعند تبطين الترع سيقل هذا الأمر، لحماية جوانب الترع من الإنهيارات كما أن التبطين يقلل الحشائش التى تظهر بالترع والتى تمتص المياه، كما سيقلل من إلقاء المخلفات التى تلقي على جوانب الترع،
وتابع راجح، أنه في معظم المشروعات نقوم بعمل بتغطية لجوانب الترع في مداخل ومخارج الأهوسة والقناطر والكبارى، حيث يتم تدبيش المدخل والمخرج لحماية الجسور، وكان المفترض عمل عملية التبطين من زمن طويل و جاء قرار الرئيس لحل المشكلة من جذورها ولإيقاف هدر المياه لتصل لنهايات الترع والتبطين لتحل مشكلة نهايات الترع، فنهايات الترع كانت دائما تعانى من قلة المياه بسبب عدم التبطين، بالإضافة الى الإسراف في إستهلاك المياه في أول الترع، فضلا عن فتحات الرى المخالفه وإهدار المياه بالبخر والتسرب.
وإختتم راجح، أنه يتم في الأرض الرملية تبطين الترع إجباريا من الأساس عند شق الترع التوزيعية والفرعية بسبب تسرب المياه بين حبات الرمال، ولكن في الدلتا كان يتم إهمال هذا الأمر وفي الصعيد سرعة المياه فائقة ولكن لدينا سرعة المياه أبطأ، ولذا كان واجب البدء من وجه بحرى لان سرعة المياه بطيئة وفرصة التسرب أكثر، والتبطين أمر ليس بالحديث بل هو قديم منذ قدماء المصريين.