الكشف عن 59 تابوتا خشبيا مغلقا داخل آبار للدفن بمنطقة آثار سقارة (صور)
إسكان مصر- خاص:
وسط تغطية إعلامية موسعة بجبانة سقارة الأثرية حضرها مايقرب من 60 سفيرا أجنبيا وعربيا وإفريقيا في القاهرة وعائلاتهم، وعدد من وكالات الانباء والصحف والقنوات التليفزيونية المحلية والاجنبية، أعلن الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار عن كشف آثري جديد بمنطقة آثار سقارة، قامت به البعثة الأثرية المصرية برئاسة الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار.
وكشفت البعثة عن ثلاثة آبار للدفن على أعماق مختلفة تتراوح ما بين ١٠ و١٢ مترا بداخلهم 59 تابوتا خشبيا ملونا مغلقا مرصوصة بعضها فوق البعض.
وخلال كلمته، أشار الدكتور العناني إلى أن هذا اليوم يعتبر حدثا هاما حيث أنه يبرز أن تفرد مصر في تنوعها الذي لا تمتلكه كثير من دول العالم، لافتا إلى مشاركة ما يقرب من ٦٠ سفير وأسرهم من ٤٣ دولة صديقة لمصر اليوم في الإعلان عن هذا الكشف الأثري وهو ما يعكس دعمهم الكامل للسياحة والآثار المصرية.
وتحدث الوزير عن الزيارة التي تم تنظيمها لما يقرب من ٣٠ سفير من سفراء الدول المختلفة في مصر إلى مدينة شرم الشيخ الأسبوع الماضى والتي استمتعوا خلالها بأنشطة متنوعة ما بين السفاري والغوص والسنوركلينج، بالإضافة إلى زيارة محمية رأس محمد ومتحف شرم الشيخ.
كما أشار إلى وجود اليوم حوالي أكثر من ٢٠٠ من ممثلي مختلف وسائل الإعلام العالمية والمحلية، مقدما لهم الشكر على مشاركتهم في الحضور اليوم لنقل هذا الحدث الضخم للعالم وتسليط الضوء عالميا على الحضارة المصرية العريقة.
وعن تفاصيل الكشف الأثري اليوم، أوضح الوزير أنه في البداية تم الكشف عن ٣ آبار بها ١٣ تابوت، ثم تم الكشف عن ١٤ تابوتا آخرين بها، ليصل إجمالي عدد التوابيت المكتشفة حتى اليوم ٥٩ تابوتا، لافتا إلى أن الكشف لم ينتهى بعد؛ فقد وجدنا طبقات من التوابيت والتى سيتم الإعلان عنها لاحقا.
وأوضح الدكتور خالد العناني أن التوابيت التي تم العثور عليها في حالة جيدة من الحفظ ومازالت محتفظة بألوانها الأصلية، مشيرا إلى أن الدراسات المبدئية عليها أوضحت إلى أنها ترجع لعصر الأسرة 26 وأنها تخص مجموعة من الكهنة وكبار رجال الدولة والشخصيات المرموقة في المجتمع، معلنا ان هذه التوابيت سيتم نقلها إلى المتحف المصري الكبير لتعرض بالقاعة المقابلة للقاعة المخصصة لعرض خبيئة العساسيف والتي عثرت عليها البعثة الاثرية المصرية عام 2019 بالاقصر، حيث تم الكشف عن حوالي 32 تابوتا مغلقا لكنهة وكاهنات من الاسرة 22.
وأوضح أن هذا الكشف تضمن أيضا عشرات من التماثيل وليس توابيت فقط منها تمثال من البرونز (نفرتوم) والذي يعد من أروع ما يمكن.
وأوضح إلى أنه تم الإعلان من قبل عن أكثر من كشف أثري بهذه المنطقة، بالإضافة إلى أنه تم افتتاح هرم زوسر أول بناء حجري في التاريخ في مارس الماضي بعد ترميمه الذي بدأ في ٢٠٠٦ وتوقف في ٢٠١١ واستكمل مرة أخرى بتمويل مصري بتكلفة ١٥٠ مليون جنيه وذلك حفاظا على الآثار والتراث المصري.
وأعرب وزير السياحة والآثار عن سعادته بنجاح البعثة الأثرية المصرية في العثور على هذا الكشف الضخم في جبانة سقارة التي تعتبر أحد المناطق الاثرية المصرية المسجلة على قائمة التراث العالمي، مقدما الشكر لزملائه من العاملين في المجلس الأعلى للآثار برئاسة الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس، على هذا الكشف الأثري وخاصة لعملهم في ظروف صعبة وشاقة حيث يعتبر أول كشف أثري يتم الإعلان عنه منذ أزمة فيروس كورونا المستجد مما يؤكد على ان تداعيات الأزمة لم تقف حائلا دون إنجاز عملهم باقتدار والتعامل بحرفية بالغة في ظل ظروف دقيقة واجراءات احترازية بما يضمن الحفاظ على السلامة العامة لكافة الاثريين والمرممين والعاملين والمشاركين في هذا الاكتشاف.
وأعرب عن فخره واعتزازه بأن يكون ضمن هذا الفريق منذ انضمامه لهم في ٢٠١٦، وأن تكون معظم الاكتشافات الأثرية المصرية بأيدي مصرية من العاملين بالمجلس الأعلى للآثار.
وقدم الوزير الشكر لأجدادنا القدماء على التراث العظيم الذي تركوه لنا، ونكتشف كل فترة جزءا منه مما يسلط الضوء على مصر عالميا ويجعل الإعلام العالمي يتحدث عنها دائما.
وأوضح ان الأسابيع القليلة القادمة ستشهد افتتاح عدد من المشروعات الاثرية منها متاحف شرم الشيخ، وكفر الشيخ، والعاصمة الإدارية، والمركبات الملكية، وذلك قبل انتهاء العام الجاري.
ومن جانبه، قال الدكتور مصطفي وزيري الامين العام للمجلس الاعلي للاثار أن هذا الكشف تم على عدة مراحل حيث بدأت البعثة اعمال الحفائر في اغسطس الماضي حيث عثرت على 13 تابوتا ومع استمرار الحفر والتنقيب توصل الأثريين إلى اكتشاف 14 تابوتا آخر حتي وصل عدد التوابيت إلى 59، بالاضافة إلى العثور على 28 تمثال خشبيا للإله بتاح سوكر وهو الاله الرئيسي لجبانة سقارة، بالاضافة إلى عدد كبير من تماثيل الاوشابتي والتمائم، وكذلك تمثال من البرونز للإله نفر توم مطعم بالأحجار الكريمة، مثل العقيق الأحمر والتيركواز واالازاوارد، يبلغ طول التمثال 35 سم وكتب على قاعدته اسمه صاحبه وهو الكاهن بادي- امون، كما تم العثور على تمائم وتماثيل اوشابتي مصنوعة من الفاينس.
وخلال المؤتمر الصحفي، ألقى الدكتور زاهي حواس عالم الآثار كلمة تحدث خلالها عن شعوره واحساسه لحظة فتح التابوت عندما دعاه وزير السياحة والآثار للحضور إلى منطقة الكشف الأثري، مشيرا إلى أن لحظة فتح تابوت لأول مرة لا يمكن وصفها وهو ما يراه في عيون شباب البعثات الاثرية المصرية الذين يشاركون في هذه الاكتشافات الاثرية.
كما أعرب عن سعادته بنجاح البعثة الأثرية المصرية برئاسة الدكتور مصطفى وزيري في القيام بهذه الاكتشافات الاثرية.
وأضاف أن هذه الاكتشافات الاثرية ظهرت في منطقة تدعي «أبواب القطط» التي يوجد بها أشهر المقابر وهي مقبرة السفير الذي قام بتوقيع معاهدة رمسيس الثاني مع الحيثيين، ومقبرة مايا «مرضعة الملك توت عنخ مون» ومقبرة رئيس الوزراء في عهد الملك امنحوتب الثالث، لافتا إلى أنه بجوار هذه المقابر تم اكتشاف مقبرة «واحتي»، بالاضافة إلى هذا الكشف الأثري العظيم.
واختتم الدكتور زاهي حواس كلمته بالتأكيد على أن هذا الكشف سيكون من كنوز المتحف المصري الكبير.
وخلال الاعلان عن الكشف الاثري تم فتح احد التوابيت وجد بداخله مومياء، كما تم عرض فيلم قصير عن الكشف الأثري.