في الذكرى الـ47 لنصر أكتوبر العظيم.. المدن الجديدة في مصر.. "عبور للمستقبل"
بدأها السادات بعد اتفاقية السلام .. ويستكملها السيسي لتحقيق نهضة عمرانية شاملة
"6 أكتوبر" و"العاشر من رمضان" باكورة العمران .. و"العاصمة الإدارية" و"العلمين الجديدة" درة الجيل الرابع
في الوقت الذي يعد فيه انتصار حرب أكتوبر عام 1973 عبورا من الهزيمة إلى النصر وتحريرا للأرض المغتصبة، تعد ثورة 30 يونيو كذلك تحريرا لمصر ولكن من حكم جماعة إرهابية فاشية أهانت مصر على مدار عام كامل هو مدة حكمها في غفلة من الزمن.
وكما تفرغت الدولة للتعمير والاستثمار عقب حرب أكتوبر سعيا للانطلاق إلى المستقبل، توجهت الدول بعد ثورة 30 يونيو لإنقاذ اقتصاد مصر المتدهور والذي شهد أسوأ أيامه في عهد الجماعة الإرهابية.
وكما فكرت الدولة خلال حكم الرئيس الراحل محمد أنور السادات في إقامة مدن جديدة صناعية وتشجيع المستثمرين لإقامة مشروعات إنتاجية، وكانت البداية بمدينة 6 أكتوبر والعاشر من رمضان، واشتق اسم المدينتين من انتصار حرب 6 أكتوبر الذي تزامن مع 10 رمضان بالتقويم الهجري، سعى الرئيس عبدالفتاح السيسي لتحقيق نهضة عمرانية ودخل في سباق مع الزمن لتحقيق ذلك على أرض الواقع.
تاريخ إنشاء المدن الجديدة يعود إلى نهاية السبعينيات في أواخر حكم الرئيس الراحل محمد أنور السادات، الذي تفرغ للتنمية بعد استعادة أرضنا في سيناء وتوقيع اتفاقية السلام، وبدأت بمدينة العاشر من رمضان، التي أنشئت بقرار رقم 249 لعام 1977 والمعدل بالقرار الجمهوري رقم 567 لعام 1980 لتخفيف الضغط السكاني عن العاصمة والمناطق الحضارية وخلق فرص عمل للشباب، ووضع الرئيس السادات حجر الأساس لها في 29 مايو 1977، وسط احتفالات على أنغام المزمار البلدي، وتبلغ المساحة الإدارية للمدينة ما يعادل 398 كم2 أي حوالى 95 ألف فدان.
فيما أنشئت مدينة 6 أكتوبر بقرار من الرئيس السادات يحمل رقم 504 لسنة 1979، وتخلّل القرار إنشاؤها على بعد 17كم عن منطقة الأهرامات، بينما تبعد عن وسط مدينة القاهرة بنحو 32 كم، وتبلغ المساحة الإجمالية للمدينة 119.2 ألف فدان منها 69 ألف فدان كتلة عمرانية.
ورغم أن إنشاء المدينة جاء بعد صدور القرار الجمهوري السابق، إلا أن أرضها لها تاريخ طويل خاصة مع النضال الوطني، حيث احتضنت تأسيس أول نواة للجيش الليبي في 9 أغسطس عام 1940 لمواجهة الاستعمار الإيطالي، وذلك بعدما شهدت أول معسكر لتأسيس الجيش الليبي والذي عُرف رسميّاً باسم (القوَّات المُسلحة العربيّة الِلّيبيّة) ويقع بالقرب من منطقة أبورواش عند الكيلو 9 طريق الإسكندرية الصحراوي، حيث لا يزال النصب التذكاري الموجود هناك والذي أقيم عام 1956 شاهدا على بطولات الليبيين واحتضان مصر لأول نواة لتأسيس الجيش الليبي.
إنشاء المدن الجديدة لم يقتصر على عهد الرئيس السادات، بل امتدت إلى حكم الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي يشهد عهده تنمية شاملة في مختلف المجالات، حيث سعى منذ توليه السلطة عام 2014 إلى تحقيق ذلك، لتحقيق النمو والازدهار لمصر، حيث حرص على إنشاء مدن ذكية تحمل اسم "مدن الجيل الرابع".
وتعد العاصمة الإدارية الجديدة من أبرز تلك الإنشاءات، حيث تقام على مساحة إجمالية تبلغ نحو 170 ألف فدان، وتقع بين إقليم القاهرة الكبرى وإقليم قناة السويس بالقرب من الطريق الدائري الإقليمي وطريق القاهرة/ السويس، وأعلنت الحكمة عنها في 13 مارس 2015، خلال مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري من أجل تطوير القاهرة لمركز سياسي وثقافي واقتصادي رائد لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ويشهد عهد السيسي أيضا إنشاء مدينة العلمين الجديدة، التي تم تنفيذها بموجب قرار جمهوري من الرئيس السيسي، وتوجد في الساحل الشمالى وتبلغ مساحتها 48130.82 فداناً، فضلا عن إنشاء مدن شرق بورسعيد، والمنصورة الجديدة، والفرافرة الجديدة، ورفح الجديدة، والإسماعيلية الجديدة، وناصر غرب أسيوط، والجلالة، وغرب قنا، وتوشكى الجديدة، والفرافرة الجديدة، والعبور الجديدة، والشيخ زايد الجديدة، وواحة أكتوبر وغرب بني سويف، وملوي الجديدة، وغرب قنا.
ولم يكتف السيسي بإنشاء مدن جديدة فقط، بل حرص على إحداث تنمية في مجالات أخرى شملت الإسكان، ومياه الشرب والصرف الصحى، والطرق، وتطوير المناطق غير الآمنة، وغير المُخططة، وذلك في إطار عملية التنمية الشاملة التي تشهدها الدولة منذ عام 2014.
وشهدت مصر في عهد السيسي إنشاء وحدات سكنية لجميع فئات المجتمع، تتمثل في الإسكان الاجتماعي لمحدودى الدخل، ودار مصر للإسكان المتوسط، وJANNA للإسكان الفاخر، وسكن مصر للإسكان المتوسط، كما تم طرح 328 ألف قطعة أرض لمختلف شرائح المجتمع ونجحت في توفير ملايين الوحدات السكنية.
كما تم إنشاء مشروعات عمرانية مع القطاع الخاص، بالإضافة إلى تطوير المناطق العشوائية غير الآمنة والمناطق غير المخططة، فضلا عن إنشاء شبكة طرق قومية بمختلف محافظات الجمهورية.