تفاصيل اكبر اكتشاف أثري بمنطقة آثار سقارة
اسكان مصر – محمد اشرف
وسط تغطية اعلامية عالمية ومحلية واسعة، أعلنت وزارة السياحة والاثار اليوم من أمام ه م. وسر بمنطقة سقارة الأثرية، الكشف عن ١٠٠ تابوتا خشبيا مغلقا بحالتهم الأولي و ٤٠ تمثالا لإله جبانة سقارة، بتاح سوكر منها تماثيل بأجزاء مذهبة و 20 صندوقا خشبيا للإله حورس، وتمثالين لشخص يدعى "بنومس" أحدهما ارتفاعه ١٢٠ سم، والأخر ارتفاعه ٧٥ سم مصنوعين من خشب السنط "اكاسيا"، هذا إلى جانب الكشف عن عدد من تماثيل الأوشابتي والتمائم، وعدد ٤ أقنعة من الكارتوناچ المذهب.
قامت البعثة الأثرية المصرية العاملة بمنطقة آثار سقارة بالكشف الأثري جديد، وذلك استكمالا لأعمال الحفائر بالمنطقة والتي بدأت منذ شهر أغسطس الماضي
وقد كشفت البعثة عن التوابيت داخل ثلاثة آبار للدفن يتراوح عمقها مابين ١٠ إلى ١٢ متر تحت سطح الأرض، بالاضافة إلى عدد كبير من اللقي الأثرية.
حضر الإعلان عن الكشف السيد اللواء أحمد راشد محافظ الجيزة ، والسفير بدر عبد العاطي مساعد وزير الخارجية للشئون الأوروبية، والدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، واللواء عاطف مفتاح المشرف على المتحف المصري الكبير والمنطقة المحيطة به، والدكتور أحمد غنيم الرئيس التنفيذي للمتحف القومي للحضارة المصرية، والدكتور الطيب عباس مساعد الوزير للشئون الأثرية بالمتحف المصري الكبير، وعدد من قيادات الوزارة، بالإضافة إلى بعض الشخصيات العامة والفنانين المصريين.
كما حضر مايقرب من ٣٦ سفيرا أجنبيا وعربيا وإفريقيا فى القاهرة وعائلاتهم، وعدد كبير من وكالات الأنباء والصحف والقنوات التليفزيونية المحلية والأجنبية.
واستهل الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار كلمته التي ألقاها خلال الإعلان عن الكشف بالترحيب بالحضور، مشيرا إلى أن هذه هي السنة الثالثة التى يتم الاعلان فيها عن كشف أثري بسقارة.
وأشار السيد الوزير إلى أن منطقة سقارة تعد أحد أهم أجزاء جبانة منف التى تعتبر أول عاصمة لمصر والتي تمتد من منطقة أبو رواش شمالا الى دهشور جنوبا، لافتا إلى أن جبانة منف تعد أحد أجزاء مواقع مصر المسجلة على قائمة التراث العالمي باليونسكو.
وقال أن سقارة منطقة كبيرة جدا بها حوالي ١٣ هرم،وكان يدفن بها الملوك من العصر العتيق، وكان يدفن بها ايضا المواطنين وكبار الموظفين من بداية الأسرات مرورا بكل عصور التاريخ المصري القديم (الفرعوني واليوناني والروماني)، كما أن بها عدد من الأديرة الأثرية، وأكبر جبانة حيوانات.
وأضاف أن سقارة تعتبر منطقة ثرية جدا لا زالت ملئية بالكثير من الأسرار التي تبوح بها بين الحين والآخر، لافتا إلى أنه من المتوقع مع استمرار اعمال الحفائر بها العثور علي مقابر آدمية وحيوانية أخرى.
وأوضح الوزير أن الكشف الجديد تم العثور عليه فى نفس نقطة الاكتشافات السابقة، لافتا إلى أن اليوم هو استمرار للكشف الأخير الذى تم الإعلان عنه فى أكتوبر الماضي، مشيرا إلى أن اليوم ليس نهاية الكشف وأن العمل مستمر وسيتم الاعلان عن استكمال للكشف خلال الفترة المقبلة.
وردا ىعلى تساؤلات البعض بعدم الانتظار للاعلان عن الكشف بالكامل بعد الانتهاء منه، اشار الوزير الى كان هناك ضرورة لاستخراج التوابيت التى تم اكتشافها لتوفير مساحة لاستكمال التنقيب بالآبار الجديدة الموجودة خلفها.
واستعرض الوزير التفاصيل الخاصة بالكشف الأثري الجديد موضحا انه تم العثور على أكثر من ١٠٠ تابوت مغلقين من العصر المتأخر والبطلمي، واكثر من ٤٠ تمثال لبتاح سوكر إله جبانة سقارة، وأقنعة جنائزية منها المذهب.
وأوضح الوزير أن التوابيت التى تم الإعلان عنها اليوم سيتم تقسيمها بين المتحف المصري الكبير، والمتحف القومي للحضارة المصرية، والمتحف المصري بالتحرير، ومتحف العاصمة الادارية الجديدة.
واشار الدكتور خالد العناني الي أن التوابيت التي سيتم نقلها للمتحف المصري بالتحرير ستكون هدية سيتم تقديمها للمتحف بمناسبة الذكرى ١١٨ علي تأسيسه، لافتا الي أنه احتفالا بهذه المناسبة سيتم اقامة معرض عن التوابيت بصفة عامة في المتحف المصري بالتحرير يوم الثلاثاء المقبل.
وأكد الوزير أن المتحف المصري بالتحرير سينجح وسيستمر وسينافس كافة متاحف الجمهورية، لافتا الي أن افتتاح متحف العاصمة "متحف عن عواصم مصر" سيكون أول افتتاح رسمي في مدينة الثقافة والفنون بالعاصمة الادارية الجديدة.
وأوضح الوزير أن كافة الاكتشافات الأثرية التى تم الإعلان عنها خلال الفترة الماضية هي اولا توفيق من الله، ونتاج إتاحة الفرصة للمصريين للعمل فى أعمال الحفائر بصورة أكبر، معربا عن فخره بوجود شركاء من كافة دول العالم يعملون فى أعمال الحفائر منذ عشرات السنين.
وأشار إلى أن الكشف اليوم لن يكون آخر كشف فى عام ٢٠٢٠، لافتا إلى أن الدكتور زاهي حواس أبلغه منذ أيام بأنه تم العثور على كشف أثري جديد بمكان آخر بمنطقة سقارة، ولكن يحتاج إلى بضعة أسابيع للإعلان عنه، متوقعا الإعلان عنه بنهاية ديسمبر أو بداية ٢٠٢١.
وأشار إلى أن عام ٢٠٢٠ لن ينتهي قبل الافتتاح المرتقب للقاعة المركزية وقاعة الموممياوات بالمتحف القومي للحضارة المصرية، والذى سيصحبه موكب عظيم لنقل الموممياوات الملكية من المتحف المصري بالتحرير.
وأكد الوزير على أن قطاع السياحة والآثار يحظى بدعم غير مسبوق من القيادة السياسية حيث قام فخامة الرئيس بافتتاح ثلاثة متاحف للآثار المصرية في ثلاث محافظات فى دقيقة واحدة فى آواخر شهر أكتوبر الماضي.
واختتم الوزير كلمته بتقديم الشكر لكافة زملائه من العاملين بوزارة السياحة والآثار، والمجلس الأعلى للآثار برئاسة الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس، على هذا الكشف الأثري وخاصة لعملهم فى ظروف صعبة وشاقة، وأخص بالشكر الأثريين والمرممين والغفراء وغيرهم.
كما وجه الشكر للبنك الأهلى المصري على رعايته لهذا الحدث.
وخلال الاعلان عن الكشف الاثري تم فتح أحد التوابيت بداخله مومياء، وتم عمل X-Ray لهذه المومياء، كما تم عرض فيلم قصير عن الكشف الأثري.
ومن جانبه، أوضح الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن المومياء التى تم عمل X-Ray لها لشخص مان فى صحة جيدة أثناء حياته، وأنه توفى وعمره يتراوح بين ٤٠ و ٤٥ عاما وأن طوله يتراوح ما بين ١٦٥ و ١٧٥ سم.
ومن جانبه أعرب هشام عكاشة رئيس مجلس إدارة البنك الأهلي المصري عن اعتزازه باستمرار الشراكة الاستراتيجية مع وزارة السياحة والاثار، والمشاركة في تلك الاكتشافات الأثرية المتتالية حيث سبق للبنك رعاية الإعلان عن الاكتشاف الذي تم الشهر الماضي بقلب منطقة سقارة ايضا، والذي حقق أثرا ايجابيا وجذب الأنظار الى الحضارة المصرية القديمة، مشيرا إلى أن الشراكة تعكس حرص البنك الدائم على مواصلة دوره في الحركة العلمية والثقافية في مصر، خاصة فيما يتعلق منها بآثار مصر التي توثق التاريخ الإنساني في العالم، مضيفا ان بنك أهل مصر لا يدخر أي من امكاناته المادية او البشرية او الفنية لدعم الثقافة خاصة تلك التي توثر بالإيجاب على نشاط صناعة السياحة في مصر وما يتبعها من دفع العائد من تلك الصناعة الهامة التي تؤثر في الاقتصاد القومي وفي حياة الآلاف من العاملين بها.
وأشارت نرمين شهاب الدين رئيس التسويق والتنمية المجتمعية بالبنك الأهلي المصري الى ان دور البنك ممتد في دعم الحركة الثقافية، لافتة إلى رعاية مشروعات تطوير بعض المواقع والمعالم الأثرية بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار بكل من منطقة أهرامات الجيزة، معبد الكرنك بالأقصر، معبد فيله ومعبد ابى سمبل بأسوان، وذلك سعيا من البنك للحفاظ على المكانة التي تستحقها تلك المعالم الأكثر شهرة في العالم، وهو ما يعكس ايمان البنك بأهمية تطبيق معايير التنمية المستدامة ويأتي في اطار مساهماته المتعددة في مختلف مجالات المسئولية المجتمعية.
جدير بالذكر ان المنطقة التي تم العثور بها علي هذا الكشف هي منطقة " جبانة كبار رجال الدولة" بسقارة والتي عثر بها على جبانة للقطط والحيوانات والطيور المقدسة وكذلك الكشف الكبير لمقبرة " واح تي" أحد كهنة الأسرة الخامسة، الجميلة والتي أشاد به العالم أجمع.
وتجدر الاشارة إلى أن ال ٥٩ تابوتا التي تم الإعلان عن اكتشافهم فى أكتوبر الماضي تم نقلها للمتحف المصري الكبير.