مع انتشار ثقافة «كهرباء الألواح».. كيف تستفيد من الطاقة الشمسية أعلى سطح منزلك؟
كتبت- أميرة محمد:
تعد الطاقة الشمسية أهم مصدر نظيف للطاقة حالياً في العالم، ومصر من أغنى دول العالم في الطاقة الشمسية، لذلك انتشرت ثقافة كهرباء الألواح الشمسية مؤخراً في مصر للاستفادة من تلك الطاقة المهدرة، والتي بدأت دول عديدة في استخدامها في العقود الأخيرة من القرن الماضي.
ومع بدء استخدام الألواح الشمسية في مصر، ظهرت شركات عديدة من القطاع الخاص يصل عددها إلى أكثر من 200 شركة، تتولى توريد وتركيب هذه الألواح وصيانتها في مختلف الأماكن، خاصةً المنازل المتواجدة في المناطق النائية، والمزارع، والمطاعم، والأراضي الزراعية التي يتم فيها استبدال مواتير الكهرباء الصناعية بمواتير متصلة بأنظمة طاقة شمسية مُوفرة.
ومن أبرز تلك الشركات العاملة في مصر، «النصر سولر»، التي تأسست عام 2015، لتعمل في تصميم وتنفيذ أنظمة الطاقة الشمسية، حيث هدفت إلى تفعيل تكنولوجيا الطاقة المتجددة في مصر، تسابقاً مع التوجه العالمي نحو الاعتماد على الطاقة النظيفة كبديل للكهرباء الصناعية، وبجانب تخصصها في التصميم، والتركيب، والصيانة، تتجه إلى تطوير برامج الحاسب الآلي، عمل دراسات جدوى وإدارة مشاريع الطاقة الشمسية الصغيرة والمتوسطة.
شركة «solarika» من أوائل الشركات العاملة في هذا المجال، وقالت هبة محمد، مهندسة بالشركة، إنها تتميز باعتمادها على نوع من الألواح عالي الجودة عمره الافتراضي يعادل 25 سنة، وتجنب استخدام النوع الذي يتلف بعد 10 سنوات فقط، بالإضافة إلى تكفلها بصيانة الألواح لعملائها في السنة الأولى، ثم إرشادهم لكيفية صيانتها وتنظيفها باستمرار في السنوات التالية، حيث يأتي ذلك في إطار بند من بنود العقد بين الشركة والعميل يُسمى بـ«الصيانة الوقائية».
وأوضحت هدير علي، مهندسة مبيعات بشركة «المتحدة»، أن الأنظمة بصفة عامة تنقسم إلى اثنين، الأول يسمى بالنظام المتصل بالشبكة أو«on grid»؛ ويعتمد على قدر من الكهرباء الصناعية بجانب الطاقة الشمسية، لأنه في الأساس نظام مرتبط بالشبكة القومية للكهرباء، لذا يُركب عداد مزودج يُسمى بـ«العدد التبادلي» أو «صافي القياس» أو «NetMetering» بالإنجليزية، وللعميل الحق في تركيب أي من ثلاث، فإما محطة بقدرة أقل من متوسط استهلاكه، وفي هذه الحالة يدع الفارق شهرياً لشركة الكهرباء، وهو مبلغ بسيط مقارنةً بفاتورة الكهرباء الصناعية، أما في حالة تركيب محطة أكبر من الاستهلاك، فإنه يكون بمثابة مستثمر يبيع الفائض من الطاقة لشركة الكهرباء، ومن ثم في حالة إنشاء محطة قدرتها مُوازية لاستهلاكه، فلا يحاسب على الفارق أو يبيع المُتبقي.
وأضافت: النظام الثاني هو «غير المتصل بالشبكة» أو الـ«off grid»؛ يعتمد اعتماداً كلياً على طاقة الألواح الشمسية، ويُركب في حالة الأماكن النائية كالمزراع، المصانع، والأراضي الزراعية، وغيرها ممن لا تصل إليها الكهرباء العادية، والمحطة في هذا النظام تُرفق بمجموعة من بطاريات التخزين؛ لتُستخدم ليلاً في الإنارة أو إدارة الآلات.
وأشارت هدير إلى مميزات النظام الأول، فهو الأكثر توفيراً من حيث التكلفة، فلا يحتاج لتركيب بطاريات باهظة الثمن، يُعادل سعرها نحو 4 آلاف جنيه تقريباً على اعتبار أن قدرة المنزل 3 كيلووات، ومع العلم أن الكيلو الوات الواحد يتطلب 4 بطاريات، بالإضافة لحاجتها للتجديد بعد سنتين أو أكثر، فعمرها الافتراضي من (2-5) سنوات.
من جانبه، قال إسلام فايز، مُدير المبيعات بشركة «جولدن سكاي»، إنه يجب على العميل معرفة قدرة الأحمال المنزلية للسكن أو المكان الخاص به وتحديد عدد ساعات تشغيل كل حمل على حدة، ثم تقديمها للشركة المُتعاقد معها؛ لبدء تنفيذ تصميم للألواح المطلوبة بالقدرة المُناسبة، كما أن الثوابت المُتعارف عليها بين الشركات لتنسيق المساحة مع القدرة، هي 1 كيلو وات لكل 10م2، وبناءً على ذلك تحتاج فيلا مساحتها 200م2 إلى نحو 20 كيلو وات.
وحذر فايز من الشركات التي تُقدم عروضاً بثمن أقل من العادي، والتي ينجذب إليها العملاء دون دراية بمستوى جودة الألواح والأدوات المستخدمة، أما بالنسبة للشركة فهي تهتم بتقديم عروض مضمونة شاملة التوريد، والتركيب، والنقل، والأعمال المدنية والخرسانية فيما عدا الضريبة، إضافةً إلى ضمان للألواح يستمر لمدة 25 سنة، يشمل صيانة مجانية دورية في السنة الأولى، ثم بتكلفة محددة في السنوات المقبلة.
واستكمل فايز حديثه بتوضيح ظروف وأوضاع تشغيل الألواح، فهي تُثبت ناحية الجنوب حسب زاوية التوجيه والميل للموقع المقام عليه المحطة؛ للحصول على أقصى استفادة ممكنة من الإشعاع الشمسي، مع مراعاة معاملات الأمان لفصول الشتاء والغيوم، والتصميم على أسوأ الحالات لضمان جودة التشغيل، أما عدد ساعات التشميس فيُحسب متوسطها على مدار السنة.
وبالرجوع للمعلومات المتواجدة على الصفحة الرسمية لشركة «النصر سولر»، وجدنا أنه يتوفر في الأسواق 3 أنواع رئيسية للألواح الشمسية، وهي الألواح الأحادية ذات المظهر المتناسق الدال على نقاء كريستالات السيليكون «Mono crystalline silicon»، والألواح ذات الخلايا متعددة الكريستالات «Poly crystalline silicon»، والألواح الرقيقة الانسيابية «Thin Film» ، ويعتبر النوع الثاني أقل ثمناً من الأول الذي يتميز أيضاً باللون الأزرق الجمالي، أما الثالث فهو الأعلى ثمناً والمُجرى عليه أبحاث حالياً نظراً لتمتعه بالانسيابية وقلة السمك، ما يمكن استخدامه في تطبيقات كثيرة، ولكنها أقل الأنواع كفاءة وعمرها الافتراضي لا يزيد على 15 عاماً مقارنةً بنظيرتيها المستمرتين لمدة 25 عاماً.
وتتنافس العديد من الشركات المُصنعة الألواح الشمسية، ومن بينها Trina، Jinko ،Longi Green، وViechi، وتُعرف «Jinko» بأنها الأكثر طلباً لشهرتها بنوعية الألواح الأحادية، أما «Trina» فاستطاعت أن تصنع لذاتها مبيعات جيدة وعملاء كثيرين، وحديثاً أتت بنوع جديد تعادل قدرته من 490 إلى 495 كيلو وات، ومن ثم فإنه ينافس نظيره «جينكو» باعتبار أنه الأرخص في الثمن.