محمود الجندي
«بالم هيلز» تفلت من مصيدة «ويبرشاندويك»
واحداً من الأخبار الجيدة هذه الأيام، هي قيام شركة تطوير عقاري كبرى بحجم «بالم هيلز» بإجراء تغيير جوهري في قنوات الأتصال مع الصحف ووسائل الإعلام.. هذ التغيير الذي تأخر كثيراً ومع كل عام يمر كانت أهمية الشركة والاهتمام بها إعلامياً في تراجع مستمر بسبب سوء الاختيار.
الأضواء انحسرت عن الشركة وكان وجود خبر عنها في الميديا هو والعدم سواء، فالواجهة الإعلامية للشركة خلال الفترة الماضية ممثلة في شركة ويبر شاندويك - Weber Shandwick MENAT لم تكن بالكفاءة اللازمة ولا الجودة المطلوبة لتحسين تواجد شركة بالم هيلز في الميديا بشكل عام وعلى مستوى الصحافة بشكل خاص، وفي ظل التعامل بـ«الفهلوة» مع الصحفيين في عالم أصبح بالفعل قرية صغيرة والجميع يعرف كيف تدار الأمور في مجال العلاقات العامة.
لكن بسذاجه منقطعة النظير استمرت الواجهة الإعلامية لبالم هيلز خلال السنوات الماضية في التعامل مع الميديا بمبدأ «اخطف وأجري» بارسال بيانات صحفية تنشر في المواقع الاخبارية بطريقة «اليانصيب».
وعزز من استمرار النشر المحدود لبيانات الشركة، انتشار معلومة في الأوساط الصحفية تفيد بأن رجل الأعمال ياسين منصور هو من يدعم شركة ويبر شاندويك للعلاقات العامة، وهي المعلومة التي يمكن تخمين اسم من يقف وراء اطلاقها، وبالتالي فلم يكن هناك سبب لدى وسائل الإعلام للبكاء على اللبن المسكوب.. الشركة راضية وسعيدة بهذا التواجد المحدود عبر وكالة لم يعد لها دور حقيقي في مجال العلاقات العامة في الوقت الحالي إلا سوى متابعة بضع عقود قديمة للعلاقات العامة لشركة هنا وبنك هناك.. وإلى أن يستقيظ هؤلاء من ثباتهم العميق تكون الشركة قد استفادت بحصيلة معتبرة من المصروفات الشهرية التي يدفعها العميل للإنفاق على تواجده المحترم في وسائل الإعلام لكنها تسقط في مثلث برمودا ولا يصل منها للجانب الأخر سوى بيان صحفي «أذعر» وكأن الصحف تدار بعصير القصب وتدفع رواتب العاملين بها بأوراق الكوتشينة.
تجاهلت الوكالة دورها في ضرورة التعامل مع المؤسسات الصحفية على محورين هما «الإعلامي والإعلاني» واكتفت فقط بالمحور الأول، وتجاهلت المحور الثاني فمادامت الصحف والمواقع تنشر لماذا أدعمها إعلانياً ولنوفر هذه الأموال!
أن تستيقظ الشركة متأخرة خيراً من أن تغط في نوم عميق .. فقد انتقلت مؤخراً إلى مؤسسة أخرى للعلاقات العامة، والتي بالتأكيد ستعيد تصحيح صورة الشركة الذهنية لدى وسائل الإعلام، وسيكون هناك تواصل أكبر مع الميديا بمختلف أشكالها، وهو ما يتطلب نشاطا وحيوية أكثر من بالم هيلز لترى مالم تراه مع ويبر شاندويك.
خسائر ويبر شاندويك ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، فسبق وأن تعاقدت مع شركة أرضك للتطوير العقاري، وأدخلتها غرفتها وأغلقت عليها بالمفتاح، وماتت أخبار الشركة في وسائل الإعلام، وقبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة أنهت أرضك للتطوير عقدها معهم وتوجهت لوكالة أخرى أيضاً.
قلة قليلة من الشركات أبرزها كايروفيستيفال وبنك الإمارات دبي الوطني وغيرهم ممن بقيوا في جعبة ويبرشاندويك وأتمنى أن يستطيعوا الحفاظ عليهم، وتغيير سياسة «الفهلوة» في التعامل مع وسائل الإعلام، فالسوق يضم كفاءات قادرة على تغيير الصورة السلبية عن أي شركة، وبعض هؤلاء هم مجرد أفراد نجحوا في مجال الاستشارات الإعلامية والصحفية، وحققوا نجاحات كبرى مع عدد كبير من شركات التطوير العقارى والشركات الاستثمارية بالسوق، في ظل إلمامهم بكافة متغيرات القطاع وقدرتهم الكبيرة فى التعامل مع الصحافة ومختلف المواقع الاخبارية بموضوعات تثرى القطاع وتدعم دوره.