خاص|| في ذكرى انتصار العاشر من رمضان.. 4 مدن صفعت قوى الاستعمار
إسكان مصر – خاص
تحل اليوم الخميس الموافق العاشر من رمضان، الذكرى الـ48 لانتصار حرب أكتوبر المجيدة، ليعلن رصاص بندقية جندي قادمًا من نجوع مصر إلى ساحة المعركة، أن وطنه عصيًا على الاحتلال، ويمضي نحو التنمية والاستقلال، تلك المفردتين اللتين أزعجتا قوى الاستعمار منذ تولى الزعيم الراحل جمال عبد الناصر حكم مصر، فكان مخطط بناء سد النهضة عبر الولايات المتحدة الأمريكية وتحديد موقعه في إثيوبيا بين عامي 1956 و1964، مرورًا بالعدوان الثلاثي ردًا على تأميم قناة السويس، ثم نكسة 67 وغيرهم من جرائم ارتكتبها قوى الاستعمار بهدف أن لا تنعم مصر بالتنمية والحرية والاستقلال، لتأتي حرب أكتوبر المجيدة عام 1973 ليتحطم مع خط بارليف المنيع أوهام قوى الاستعمار وتدهس مخططاتهم أقدام الجنود المصريين.
المعركة مستمرة
لم تتوقف المعركة عند تحرير الأرض، بل امتدت لتعميرها، فشيدت مدن "السادس من أكتوبر والعاشر من رمضان والعبور والسادات" في شتى بقاع "المحروسة" لتعلن أبنيتها أن مصر تمضي نحو التنمية وتوفير الحياة الكريمة لمواطنيها بتوفير السكن والمصانع والمستشفيات والمدارس والجامعات في تلك المدن الجديدة وقتها، وفيما يلي نستعرض قصة إنشاء كل مدينة على حدة.
مدينة السادس من أكتوبر
مدينة السادس من أكتوبر، إحدى المدن التي تم بناؤها للتقليل من الكثافة السكانية لمدينة القاهرة، وتقع على بعد 38 كم من القاهرة، وتم التخطيط للمدينة في عهد الرئيس الراحل أنور السادات، وتعد أحد المشروعات الضخمة التي نفذتها وزارة التخطيط في عهد الوزير حسب الله الكفراوي، وهي تعتبر من أنجح المدن الصناعية في مصر، كما أنها تعد أكثر المدن الجديدة عمراناً حيث تضم 12 حي ضمن كردون المدينة وتوسعت إلى أبعد من ذلك في سنوات قليلة كما تعددت التجمعات العمرانية الخاصة، وتمتاز أغلب أحيائها بالتنظيم المعماري الجيد والطرق الممهدة، ولا يزيد ارتفاع مبانيها عن عدة طوابق وتضم المدينة صروح تعليمية عديدة فبها أكبر جامعتان مملوكة للقطاع الخاص بالإضافة إلى جامعات أخرى متخصصة، وبها أيضاً مستشفيات عامة ومستشفيات خاصة كبرى، وبها أيضاً عدد ضخم من المعاهد العليا والمتوسطة يصل إلى أكثر من ثلاثين معهد اًعالياً وبها أيضاً عدد من المراكز التجارية الكبرى وعدد من المدن الترفيهية ولها مطارها الدولي الخاص بها، وبها أيضاً مدينة الإنتاج الإعلامي وبها وحدة التحكم الرئيسية للقمر الصناعي العربي نايل سات، وبها العديد من أستديوهات الإنتاج التلفزيوني والسينمائي، ينتج فيها الكثير من الأعمال الفنية المصرية والعربية.
مدينة العاشر من رمضان
تقع بمحافظة الشرقية بمصر وتتبع هيئة المجتمعات العمرانية، وتعتبر من مدن الجيل الأول, وتعد من أكبر المدن الصناعية الجديدة وهي من أقربها لمدينة القاهرة.
وقد تم إنشائها بقرار رئيس الجمهورية رقم (249) لعام 1977م, وذلك لجذب رؤوس الأموال الأجنبية والعربية والمحلية بغرض توفير فرص عمل للشباب، وكذلك لاستقطاب الزيادة السكانية إلى خارج القاهرة ومن الوادي الضيق إلي أفق أوسع وأرحب و تتكون من مجاورات وقد تجاوز عدد سكان المدينة المسجلين رسمياً 500000 نسمة في 2018.
تقع المدينة على طريق القاهرة الإسماعيلية الصحراوي عند الكيلو 46 من القاهرة وتبعد عن مدينة بلبيس 20 كم، ويربطها بأقاليم شرق ووسط الدلتا والقناة وسيناء شبكة من طرق سريعة، إلي جانب قربها من مطار القاهرة الدولي، ومدينة العاشر من رمضان تمتاز بموقع فريد بين هذه الأقاليم وللمدينة مدخلان على طريق القاهرة / الإسماعيلية الصحراوي الأول عند الكيلو 51 والثاني عند الكيلو 56.
مدينة السادات
تقع في شمال مصر، وتتبع إدراياً لمحافظة المنوفية وهي ثاني مدن الجيل الأول التي قامت هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة بإنشائها عام 1976 لتصبح مجتمعا عمرانياً جديداً يرتكز على النشاطين الصناعي والزراعي بجانب التوطن السكاني، وتشغل موقعاً وسطاً بين القاهرة والإسكندرية وتحاذي دلتا النيل، وذلك جعلها مركزاً للصناعات الثقيلة والهامة، والتي ستؤدي مستقبلاً لخلق مجتمع حضري كبير. تشتهر المدينة أيضاً بكثرة المساحات الخضراء الواسعة بها، وذلك جعلها مقصداً لراغبي سياحة اليوم الواحد.
تقع مدينة السادات في الاتجاه الشمالي الغربي لمدينة القاهرة عند الكيلو 93 طريق القاهرة –الإسكندرية الصحراوى وتبلغ مساحتها 500كم2. ويبلغ اجمالي الكتلة العمرانية بها 18كم2 مقسمة على 34 منطقة سكنية يقطن بهم حوالي 220 ألف نسمة في 12 منطقة مأهولة فعلياً، وتضم 5 مناطق صناعية، ويحيط بالمدينة حزام أخضر بمساحة 30 ألف فدان مما جعل منظمة الصحة العالمية تضعها في تصنيف أفضل عشر مجتمعات صناعية في الشرق الأوسط لنظافة بيئتها وسلامة مواردها الطبيعية، وتحتفل بعيدها القومي يوم 25 أغسطس من كل عام.
وتمثل الاستثمارات الصناعية العصب الرئيسي للتنمية في مدينة السادات، حيث تعدى الناتج السنوي العام مبلغ 4.6 مليار جنيه عن عام 1999 م، وقد تم تخطيط المنطقة الصناعية لتقع في الناحية الجنوبية الشرقية للمدينة وذلك لحماية المنطقة السكنية من الأبخرة والضوضاء الناتجة عن النشاط الصناعي.
مدينة العبور
تعتبر مدينة العبور من مدن الجيل الثاني وتم إنشائها بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم (1608) لعام 1990 وتتبع جغرافيا وإداريا لمحافظة القليوبية إحدى محافظات إقليم القاهرة الكبرى.
تقع مدينة العبور من الكيلو 9 حتى الكيلو 15 وبعمق 7 كم يمين طريق القاهرة بلبيس الصحراوي ويحدها غربا طريق القاهرة بلبيس من الكيلومتر 4 جنوبا حتى الكيلومتر 16 شمالاً ويحدها من الجنوب طريق القاهرة– الإسماعيلية عند الكيلو متر 26.
تبلغ مساحة الكتلة العمرانية للمدينة 12.5 ألف وتبلغ المساحة الاجمالية 16 ألف فدان. من المنتظر أن يصل عدد السكان بالمدينة إلى 500 ألف نسمة عند اكتمال نموها.
وتعتبر مدينة العبور إحدى مدن محافظة القليوبية وكانت أراضيها سابقا قبل استصلاحها جزء من صحراء مركز الخانكة وتتميّز مدينة العبور بأن بها تقسيم عالي من الكفاءة فهي مدينة متكاملة فيها مناطق صناعية قريبة من المناطق السكنية كما بها عدة مستويات من المناطق السكنية فيها حي الفيلات وحي للشباب وحي آخر أقل في المستوى ولكن جميع الأحياء يربطهم رابط واحد وهو التخطيط الجيد للشوارع كما أن مدينة العبور بها السوق الرئيسي لمحافظات القاهرة الكبرى وهو سوق العبور ذلك السوق المتكامل للخضروات والأسماك والفواكه بشتّى أشكالها كما أن مدينة العبور حظيت كل الحظو المتكامل من الجانب الترفيهي فبها نادي رياضي متكامل وهو نادي سيتي كلوب ونادى العبور الرياضي الذي يتبع وزارة الشباب والرياضة كما أن بها مدينة جيرو لاند الترفيهية كما أنها تبعد كيلوات قليله عن كلا من العاشر من رمضان ومحافظة الشرقية بجانب قربها من الطريق الدائري ذلك الطريق الرئيسي الذي يربط محافظات العاصمة الثلاث (القاهرة والقليوبية والجيزة) ببعضهم، حقا هي مدينة ذات مستقبل باهر ومليء بالحيوية والنقاء وروح الاستمتاع بالطبيعة والسبب أن أرضها بكر صحراء تم إعمارها الحظ كل الحظ لمن يستطيع الحياة بها.
السطور سالفة الذكر ما كانت الا تسليط الضوء على رمزية مدن حملت في اسماءها ومشاريعها التنموية رسالة لكل معتدي على مصر، ان من جرحنا ومن عدوانكم نصنع مجدًا يخلده التاريخ، ويحقق التنمية لوطنا، وفي الحلقات القادمة، نسلط الضوء عن قرب أكثر على كل مدينة في رحلة تطورها منذ إنشائها وحتى وقتنا هذا.