بالمستندات.. رئيس جهاز القاهرة الجديدة ونائبته يضللون وزير الإسكان في أزمة «بوابات الياسمين»
لا أحد يحترم القانون في جهاز مدينة القاهرة الجديدة، بل يدهس تحت أقدام الجميع.. حتى قرارات هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة وموافقاتها لا تجد من يحترمها في هذا الجهاز، بل وصل الأمر إلى تضليل وزير الإسكان الدكتور عاصم الجزار نفسه، وتركه يتخذ قرارات دون تنبيهه إلى عدم قانونية هذا القرار وهذه الخطوات..
هذا ما فعله جهاز مدينة القاهرة الجديدة برئاسة أمين غنيم ونائبته للتجمع الأول المهندسة مروة حسين خلال الزيارة الأخيرة لوزير الإسكان الأحد الماضي 31 أكتوبر، وتحديداً في أزمة بوابات الحماية الموجودة في منطقة الياسمين بالتجمع الأول، والتي اعتبرها الوزير خلال جولته في المدينة مخالفات وإشغالات يجب إزالتها والتصدي لها فوراً، حيث لم يكلف رئيس الجهاز الساعي للحفاظ على منصبه بأي ثمن، نفسه عناء التوضيح للوزير بأن هذه البوابات قانونية وأن هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة هي من وافق على تركيب تلك البوابات قبل 7 سنوات بموافقات رسمية وقعتها المهندسة رجاء فؤاد نائب رئيس الهيئة لقطاع التخطيط والمشروعات.
موقف رئيس الجهاز لا يمكن وصفه سوى بـ"التضليل" أو إيثار السلامة لنفسه على حساب سكان منطقة الياسمين ممن تكبدوا مشقة مادية وجهود مضنية لسنوات للحصول على موافقة هيئة المجتمعات العمرانية على تركيب هذه البوابات وعلى نفقتهم الخاصة وتعيين أفراد أمن لمنع نبيشة القمامة واللصوص من تكدير حياتهم بعدما فشل الجهاز في محاصرة مظاهر العشوائية في المدينة، وهو نفس التصرف الذي اتخذته المهندسة مروة حسين نائب رئيس الجهاز لمنطقة التجمع الأول، والتي حدثت الواقعة في نطاق عملها فكيف لها لا تعلم بقانونية هذه البوابات.
ففي يوم الأحد الماضي وأثناء جولة وزير الاسكان برفقة رئيس الجهاز ونائبته لاحظ تلك البوابات وأمر بإزالتها، وبدلاً من أن يُثنيه أحدهم على هذه الفكرة الرسمية بالمستندات، قام رئيس الجهاز بإزالتها.
وتعود التفاصيل إلى أزمة تأمين أحياء الفيلات الفاخرة بالتجمع الأول (الياسمين-البنفسج-جنوب الاكاديمية)، حيث سعى السكان للحصول على موافقة بتركيب بوابات خفيفة لا تعيق ولا تمنع حركة المواطنين ولكن تشدد من الانضباط الأمني للمنطقة، ففي مطلع عام 2013 توجه وفد من سكان حى الياسمين (المنطقة الأولى) بالتجمع الأول بالقاهرة الجديدة الى هيئة المجتمعات الجديدة للقاء المهندسة رجاء فؤاد نائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة للتخطيط والمشروعات لعرض شكواهم بخصوص تعرض أرواح السكان وممتلكاتهم وممتلاكات الدولة من أجزاء للمرافق العامة للسرقة وكافة جرائم النفس والمال، طالبين الموافقة على تركيب بوابات لتأمين المنطقة، حيث طلبت منهم تأسيس كيان رسمي يمثل السكان للتعامل مع الهيئة، حيث طلبت بضرورة تأسيس إتحاد للشاغلين.
بالفعل تم تأسيس أول إتحاد شاغلين وفقاً للقانون بالقرار رقم 192 لسنة 2013 (جهاز مدينة القاهرة الجديدة) وتم التواصل مع قطاع التخطيط والمشروعات بمعرفة الاتحاد للحصول على الموافقة، والتي صدرت بموجب خطاب قطاع التخطيط والمشروعات رقم: 5740 فى 30-7-2013 إلى رئيس جهاز مدينة القاهرة الجديدة مرفق به رسم معتمد لمقترح البوابات، وقد تمت الموافقة الفنية على طلب السكان بوجود بوابات خفيفة منزلقة على الفتحات المؤدية الى منطقة الياسمين(1) و تم تحديد تلك الفتحات بموجب لجنة معتمدة من جهاز التجمع الأول مع مسئول اتحاد الشاغلين على الطبيعة.
وقد تم إرسال صورة من الخطاب المشار إليه مرفق به رسم توضيحى للبوابات حتى يقوم الاتحاد بتصنيعها هى وبوابات ممرات المشاة على نفقة السكان، وتك تركيب البوابات والتعاقد مع شركة أمن لحماية وتأمين أرواح و ممتلكات السكان بمنطقة الياسمين(1) بالتنسيق وبعِلم و تحت بصر الأجهزة الأمنية لقسم ثان القاهرة الجديدة حيث كان هناك تعاون وتفاهم دائم في كافة الملحوظات الأمنية وتعليمات رجال مباحث القسم.
وظل الوضع مستقراً لأكثر من 7 سنوات محققاً مردود إيجابي على الجميع بانعدام جرائم السرقات والخطف والتعدى على الأرواح وحماية مرافق الجهاز العامة من كابلات تليفونات وأجزاء غرف الكهرباء وشبكة الإنارة للشوارع ومكونات شبكة الصرف الصحى، لتأتي زيارة الوزير لتفجر أزمة كبرى بين السكان والوزارة وهو ما دفعهم لتصعيد شكواهم لرئاسة الجمهورية لتجاوز جهاز المدينة القانون رغم الموافقات الرسمية على تلك البوابات والصادرة عن الجهة نفسها التي قامت بالإزالة .