صناعة التأمين تواجه تحديات كبيرة بسبب «كورونا» والاتحاد يحث الشركات على تطوير قدراتها الرقمية
09:25 ص - الإثنين 25 يوليو 2022
كشف الاتحاد المصرى للتأمين أن صناعة التأمين تواجه تحديات هائلة نتيجة لجائحة كورونا المستجد «كوفيد-19»، لافتًا إلى أن السؤال الكبير الذى يواجه الآن شركات التأمين هو: كيف يُمكننا تكييف استراتيجيات أعمالنا لاستيعاب طريقة جديدة للعمل؟ مشيرًا إلى أنه حان الوقت لتطوير استراتيجيات جديدة للعمل، وتحديد أولويات الاستثمارات، وإعادة التفكير فى شرائح العملاء لاستهداف وتطوير المنتجات والخدمات واستراتيجيات التسعير للقطاعات ذات الأولوية، مما يساعد على زيادة إيرادات شركات التأمين.
وأكد الاتحاد المصرى للتأمين أنه على شركات التأمين أن تسعى للاستثمار فى المستقبل – فى تطوير القدرات الرقمية، واجتذاب الكفاءات، والحفاظ على الموارد الاستراتيجية الأخرى اللازمة لتحقيق نجاحها على المدى الطويل، موضحًا أن تلك الشركات التى تستثمر الآن فى قدراتها وتقوى علاقاتها مع عملائها لديها القدرة على الخروج من الأزمة أمام منافسيها.
ولفت فى نشرته الإلكترونية إلى أن تسارع شركات التأمين نحو ضخ استثمارات إضافية فى التكنولوجيا الرقمية لاستهداف تحقيق نمو كبير وانتعاش اقتصادى خلال الأعوام القادمة، وذلك رغم استمرار المخاوف بشأن متغيرات كوفيد – 19.
واعتبر أنه مازالت هناك العديد من العقبات التى تحول دون تحقيق هذا الانتعاش، كاستمرار التضخم، وزيادة النفقات المتعلقة بالاستدامة، ومخاطر المناخ، والشمول المالى، وتطبيق المعايير المحاسبية، فضلاً عن التغير المستمر والسريع فى رغبات العملاء، كما لا يخفى التغير الشامل الذى طرأ على منظومة لوجستيات وخدمات التأمين بعد الجائحة، وسعى شركات التأمين إلى وضع استراتيجيات مرنة، وإعادة توظيف العمالة مرتفعة الكفاءة، وخاصة مَن يتمتعون بمهارات متقدمة فى التكنولوجيا، وتحليل البيانات.
وتعتمد الشركات على هذه التكنولوجيا لتحسين تجربة العملاء من خلال تبسيط الخطوات التى يمر بها العملاء، وتقديم خدمات مخصصة تلائم كل فئة منهم، كذلك لتعزيز الثقة مع العملاء تتخذ شركات التأمين خطوات لتحقيق المزيد من الشفافية فى كيفية قيامها بجمع واستخدام البيانات الشخصية للعملاء، بل يتعدى الأمر ذلك إلى البحث عن حلول شاملة لمشاكل المجتمع الأكثر أهمية، مثل التخفيف من الأثر المالى للأوبئة والكوارث الطبيعية على المجتمع.
ومع انتشار موجات التفاؤل على مستوى العالم بعد انحسار الجائحة، فيما يتعلق بتسارع معدلات النمو واستعادة نشاط الأعمال بشكل عام والعودة إلى العمل، وضعت الشركات خططًا لزيادة استثماراتها فى المنصات الرقمية، والتى حققت الغرض منها، وكان لها الفضل فى الحفاظ على عملاء الشركات طوال أزمة الجائحة.
واستعرض الاتحاد الدراسة التى أجراها مركز ديلويت للخدمات المالية دراسة استقصائية عالمية بين 424 من كبار المسئولين التنفيذيين فى صناعة التأمين فى مجالات التمويل والتكنولوجيا والتسويق وتنمية الكفاءات، إذ طُلب من المشاركين فى الاستطلاع مشاركة آرائهم حول كيفية تكيف مؤسساتهم مع التأثيرات المتنوعة للجائحة على القوى العاملة والعمليات والتكنولوجيا والمنتجات، واستراتيجيات التسويق وثقافة الشركة، كذلك تحديد أولويات استثماراتهم والتغيرات الهيكلية المتوقعة فى العام المقبل، والتى تمثل الانتقال من الانتعاش إلى النمو طويل الأجل.
وأظهرت الدراسة النظرة الإيجابية على مستوى الصناعة ككل، واتفق ذلك مع توقعات معهد سويس رى بزيادة الطلب على التأمين فى جميع أنحاء العالم، مع انتعاش الأقساط فى جميع فروع التأمين بنسبة %3.3 خلال عام 2021 و%3.9 فى عام 2022، مقارنة بانخفاض قدره %1.3 فى عام 2020.
كما أظهرت التوقعات تصدّر الصين معدلات النمو بمعدل %9 فى عام 2022، تليها الأسواق الناشئة (باستثناء الصين) بنسبة %4.9، بينما من المرجح أن تشهد الأسواق المتقدمة نموًا أكثر اعتدالًا بمتوسط %3، كما أنه من المتوقع أن تسجل شركات التأمين على الحياة العالمية – التى استفادت من زيادة وعى المستهلك بسبب كوفيد19- – معدلات نمو أعلى من المتوسط بنسبة %4.0 فى عام 2022.
ويتوقع أن يقفز النمو العالمى لأقساط تأمينات الممتلكات إلى %3.7 فى عام 2022، انتقالاً من %2.8 فى عام 2021، وذلك بسبب عودة المزيد من الأشخاص إلى أماكن عملهم.