«المصري للتأمين»: نستهدف أكثر من 280 مليون شخص على مستوى العالم
قال الاتحاد المصري للتأمين، خلال نشرته الأسبوعية برئاسة علاء الزهيري، أن التأمين متناهي الصغر، أو التغطية التي تستهدف الأفراد المحرومين ماليا أو ذوي الدخل المنخفض، شهد نموا ملحوظاً على مدى العقد الماضي، وقد تستحق نماذج التوزيع المتغيرة منا الكثير من الاهتمام.
وتابع الاتحاد المصري للتأمين، ولكن ما الذي يمكن أن تضيفه هذه النماذج للصناعة بشأن سد فجوة التأمين التي استمرت حتى أثناء الوباء؟ تؤكد ابتكارات التأمين الجديدة التي أثارتها جائحة كوفيد 19 فقط على المحاولات المستمرة للوصول إلى المجتمعات غير المؤمن عليها، ويقدم تطور نماذج التوزيع في التأمين متناهي الصغر دروسًا مهمة لجميع شركات التأمين التي تسعى إلى سد فجوة التأمين المستمرة.
وتشير التقديرات الأخيرة الصادرة عن شبكة التأمين متناهي الصغر Microinsurance Network إلى أن أكثر من 280 مليون شخص على مستوى العالم مشمولون بالتغطية بوثيقة تأمين متناهي صغر واحدة على الأقل. يبدو هذا النمو مشجعاً، لكنه لا يزال يمثل جزءا صغيرا من تقديرات السوق العالمية البالغة 4 مليارات عميل محتمل.
قد يكون الوصول إلى الأفراد ذوي الدخل المنخفض أمرا صعبا بشكل خاص نظراً لأن معظمهم يعيش في المناطق الريفية وغالبا ما يفتقر إلى فهم التأمين، ويرى أن منتجات التأمين معقدة للغاية أو باهظة الثمن.
وتخلق هذه الحواجز الحاجة إلى الابتكار، لا سيما في توزيع المنتجات وإدارتها؛ ونظرا لانخفاض هوامش الربح، تحتاج شركات التأمين إلى الدخول في شراكة مع شركات تجميع aggregators أو قنوات ذات بصمة كبيرة في تحقيق وفورات الحجم.
لمعرفة إلى أين يتجه التأمين متناهي الصغر وقياس إمكاناته وقدرته على المساعدة في سد فجوة الحماية، نحتاج أولا إلى فهم مسار تطوره بما فيه من نجاحات وعثرات؛ فقد مر تطور التأمين متناهي الصغر من خلال ثلاث مراحل؛ يكشف كل منها عن دروس قيمة حول إمكانية الوصول إلى العملاء ذوي الدخل المنخفض والذين يعانون من نقص خدمات التأمين أو غير المؤمن عليهم
عمليات الانتشار الأخيرة كانت مدفوعة إلى حد كبير من قبل مشغلي شبكات الجوال الذين يسعون إلى زيادة ولاء العملاء في أسواق شديدة التنافسية.
وخلال العقد الماضي، شهد السوق أيضًا ظهور شركات وساطة للتأمين متناهي الصغر تعتمد أساساً على استخدام الهاتف المحمول. وتتميز تلك الشركات بفهمها لصناعة التأمين – و هي المعرفة التي يفتقر إليها العديد من مشغلي شبكات المحمول – كما تعرف العملاء ذوي الدخل المنخفض الذين يشكلون السوق المستهدفة ، وهي المعلومات التي تفتقر إليها شركات التأمين. نتيجة لذلك، يربط هؤلاء الوسطاء بين العميل، ومشغلى شبكات الهاتف المحمول، وشركة التأمين.
بالإضافة إلى ذلك، فإنها توفر منصات تكنولوجيا التأمين (insurtech) التي تسهل تطوير المنتجات، وتحصيل الأقساط، وإدارة المطالبات. وفي بعض الدول، قد يتم ترخيص هؤلاء الوسطاء كناقلي مخاطر؛ حيث يعرضون منتجاتهم الخاصة على المستهلكين.. في الواقع، تمكن وسطاء التأمين متناهي الصغر المعتمدين على استخدام الهاتف المحمول من التوسع؛ حيث قام معظمهم بتسجيل ملايين العملاء في غضون فترة قصيرة نسبيًا، مما أدى إلى زيادة هائلة في عدد العملاء الذين يغطيهم التأمين متناهي الصغر على مستوى العالم.
مع تطور التأمين متناهي الصغر القائم على استخدام الهاتف المحمول، ظهرت ثلاثة نماذج أعمال متميزة في السوق - الولاء loyalty ، النماذج المجانية /فريميوم freemium ، والنماذج المدفوعة: paid models في نموذج الولاء ، يتلقى المشتركون "تأمينًا مجانيًا مضمّنًا/مدمجاً" ‘free-embedded insurance’ بما يتناسب مع مقدار وقت البث المستخدم كميزة لولاء العميل.
يتيح نموذج "freemium" للمشتركين ترقية غطاء تأمين الولاء (المجاني) مقابل رسوم شهرية.
يقدم النموذج المدفوع تغطية طوعية قائمًة بذاتها / مستقلة في مقابل مدفوعات الأقساط التي تتم سدادها من خلال خصم وقت البث أو محافظ النقود عبر الهاتف المحمول.
في الأساس، كانت الفرضية هي أن المشتركين سيختبرون التأمين لأول مرة عن طريق الولاء أو التأمين المجاني، لفترة محددة، وبعد ذلك يقومون بالترقية طواعية إلى منتج مدفوع.
إلى جانب مشغلي شبكات الهاتف المحمول، قامت شركات التأمين باستخدام قنوات السوق الجماهيرية الأخرى Mass Market" - مثل تجار التجزئة والمرافق ومكاتب البريد وما إلى ذلك- لتوزيع منتجات التأمين متناهي الصغر.
لا تزال فعالية المنصات الرقمية كقناة توزيع للتأمين متناهى الصغر في مرحلة الاختبار، ولا تزال هناك أسئلة حول ما إذا كانت هذه المنصات قادرة على الوصول للنوع المناسب من العملاء وتجميعه ، وما إذا كان التأمين يتماشى بشكل جيد مع المنتجات الأخرى التي يتم تقديمها. ومع ذلك ، يبدو أن السوق متفائل تمامًا بشأن إمكانات المنصات الرقمية نظرًا لأنها يمكن أن توفر مرونة أفضل عند الدفع.و نظرًا لأن المنصات الرقمية تسهل العمليات مع نظام بيئي أوسع من الشركاء ، فمن المأمول أن تصبح حوافز المنصات الرقمية وشركات التأمين أكثر توافقاً لضمان تصميم منتجات قيّمة تلبي احتياجات سوق العملاء منخفضي الدخل.