سكان "ابني بيتك 7" بأكتوبر لوزير الإسكان: احنا بنموت البلطجية يحكمون قبضتهم على السكان
الأهالي يلجأون للإيجار الجديد
كابلات الكهرباء تغرق في برك المياه.. وقلة المواصلات تزيد معاناة الملاك
إسكان مصر – تحقيق شيماء زايد
قد تعتقد ان ما تسمعه أذنيك عن مشكلات ابني بيتك 7 بمدينة 6 أكتوبر هو خيال من وحي السكان، وأنه لا يمكن ان تكون هناك منطقة في قلب مدينة 6 أكتوبر لا تزال خارج الزمن ولم تصل إليها يد التطوير والتنمية.. لكن الواقع على الطبيعة يؤكد أن روايات الأهالي ما هي إلا شكوى مخففة لواقع مؤلم لا يمكن أن تصفه الكلمات والصور.
"إسكان مصر" نزلت على الطبيعة لرصد معاناة السكان، لكنها لم تجد منهم إلا القليل في حين فر الباقون خارج المنطقة التي تستحيل الحياة فيها تاركين شقى العمر في مهب الريح، فهناك لا توجد مواصلات أو أمن أو خدمات فقط مقابر على هيئة بيوت، في حين تنتهي علاقة السكان بباقي المدينة بحلول الثالثة عصرا حيث تتوقف دورات هيئة النقل العام، ليواجه المواطن مصيره مع امبراطورية التوك توك ليدفع ما بين 30 إلى 30 جنيها للعودة إلى منزله.
يؤكد سكان المنطقة السابعة بمشروع ابني بيتك بمدينة ٦ أكتوبر أن تقصير جهاز المدينة وإهماله في مد الخدمات للمنطقة وعلى رأسها المواصلات حولها إلى منطقة اشباح الداخل فيها مفقود نهاراً أو ليلاً، فيما يطارد الموت سكان المنطقة بسبب كابلات الكهرباء الغارقة في مياه الشرب التي ضاقت بها خطوطها المتهالكة وبلرات الكهرباء المفتوحة على مصراعيها.
المعاناة والكوارث لا تهدد حياة السكان فقط، ولكن تمتد لتهدد ممتلكاتهم حيث فرض الاتاوات على السكان أو سرقة مواد البناء ومنازلهم وهي الجرائم التي قد تنتهي في حال قرر جهاز مدينة 6 أكتوبر إحداث تنمية حقيقية في المشروع الذي ناله من الظلم الكثير.
يقول نصر أحمد أحد قاطني المنطقة السابعة بمشروع ابني بيتك: مفيش أي حياة هنا ! البيت أتسرق أكتر من مرة لدرجة انهم سرقوا كابلات الكهرباء"، وأضاف: " أخاف أسيب أهلي هنا وأروح الشغل ليتعرض لهم البلطجية واللصوص"، مشيرا الي كثرة أعمال البلطجة التي يفرضها فتوات المنطقة نظرا لغياب الأمن بهذه المنطقة، حيث يقع اقرب قسم علي بعد ٨ كيلو متر، احنا بنموت ووزير الإسكان سايبنا بدون حل ورئيس جهاز أكتوبر في عالم تاني".
عم نصر، شكا أيضاً عدم توافر وسيلة مواصلات للسكان، حيث تنتهي دورة اتوبيسات النقل العام في الثالثة عصرا في حين يعود من عمله وأخرين في الخامسة ليضطروا لاستقلال توك توك من منطقة سوق الجملة بأجرة تتراوح من 20 إلى 30 جنيها في حين لا تتحمل رواتبهم هذه المصاريف المرتفعة حيث يستخدم 5 مواصلات للوصول إلى عمله في حي المهندسين.
أحمد الخولى، أحد أهالي المنطقة السابعة، أكد تقديمه العديد من الشكاوى للأجهزة الرقابية وحرر محضرا حمل رقم 3423 لسنة 2018 ، بسبب التجاهل الذي يعانون منه، مضيفًا أنهم يعانون من غياب الخدمات وعدم وجود أسواق تجارية أو مراكز صحية او صيدليات لخدمة السكان.
وبخصوص مشكلة المواصلات، أكد إنه لا يوجد سوى اتوبيسين فقط يعملان لفترة محددة بالنهار، أما فترة المساء فيعانى الأهالي من غياب المواصلات الآمنة.
مشهد العرباوية والبلطجية هو العلامة الأبرز في منطقة ابني بيتك 7 فهم ينتشرون في أغلب الشوارع ويفرضون سطوتهم على الجميع.
السماسرة ومكاتب العقارات في المنطقة أكدوا استعانتهم بالعرب والفتوات لحمايتهم في ظل الغياب الأمني حيث لا توجد نقطة أو قسم شرطة يفرض الانضباط في المكان ويحد من وقوع الجريمة.
يقول هاني الياباني والذي يسكن بالمنطقة منذ إنشاءها، إنه لا يري اَي تقدم بالمنطقة بل يزداد الأمر سوءاً كل فترة، مشيرا الي استمرار انفجار مواسير الصرف الصحي، لافتا إلى أن هذه الظاهرة تهدد أساسات المنازل ، بجانب أنها تعد إهدار للمال العام، فالمبالغ التي تم صرفها على إصلاح هذه المواسير تضاهى تنفيذ شبكة جديدة، موضحًا أن المياه بهذه المناطق يتم قطعها لعدة أيام نتيجة لأعمال الإصلاح الدائمة.
ويضيف سامح حسين قائلاً: "حلم الأهالي هو سكن ملائم وهو الحلم الذي تحطم وأصبح كابوسًا ، ومعظم الأهالي ندموا على شراء الأرض، فالمشروع تسيطر عليه العشوائية ويغيب عنه التخطيط والمظهر الحضاري، بالإضافة لانتشار اللصوص مع غياب التواجد الأمني، وتكرار فرض الإتاوات على الأهالي وأصحاب المحلات، ولا أحد يستطيع الرفض لأنهم يقومون بالبلطجة دون رادع أمني لهم".
وتابعت سعاد محمد ، من سكان المنطقة قائلة: " نعانى من الإهمال بالمشروع منذ سنوات والخطر يهدد حياة الناس من محولات الكهرباء المكشوفة، وأسلاك وكابلات الكهرباء الممددة على سطح الأرض والتي تهدد حياة الأطفال" مطالبة جهاز مدينة 6 أكتوبر الجديدة بسرعة انقاذهم من المصير الذي يعانونه.