وليد فاروق
الذهب ادخار أم استثمار ؟
هناك إشْكالِيَّة في فهم الذهب كونه أداة استثمارية، أم وعاءًا لحفظ القيمة والادخار ؟ لو معي فلوس استثمر في الذهب ولا في العقارات أو البنوك؟
يجب أن نفرق بين مفهوم «الادخار في الذهب والاستثمار في الذهب».
«ادخار الذهب»، هو تحويل الفائض عن الحاجة من الدخل إلى سبائك أو مشغولات ذهبية، إلى حين وقوع أزمات اقتصادية، أو الحاجة إليه.
حيث يلجأ الناس إلى الذهب كأحد الملاذات الأمنة، عند حدوث الأزمات وانهيار العملات، وسوء الأوضاع الاقتصادية، لذا فالذهب أداة للتحوط من المخاطر، وينصح من يريد الادخار، ولا ينظر إلى المكسب القريب، بتحويل ما يفيض عن حاجته من الدخل إلى سبائك أو مشغولات ذهبية، حتى لا تفقد المدخرات قيمتها بمرور الزمن، هذا على عكس ادخار العملات أو الشهادات البنكية، والتي تتغير قيمتها فتقل بمرور الزمن، خاصة في حالة حدوث أزمات اقتصادية، او ارتفاع معدلات التضخم، وبالتالي تُفقد قيمة المدخرات، بينما الذهب يحتفظ بقيمتة الشرائية مرور الزمن.
« الاستثمار في الذهب»، وهو استثمار رأس المال في الاتجار في السبائك والجنيهات، فتشتري سبائك الذهب بنية المتاجرة، كأحد عروض التجارة، بغرض تنمية رأس المال، وجني الأرباح، في ظل طرح الشركات لأوزان صغير تبدء من سبيكة ربع جرام، وتتلاءم مع القدرات الشرائية المختلفة للمواطنين.
لا يعد الذهب أفضل أداة استثمارية، تحقق المكاسب على المدى القريب مثل العقارات والشهادات أو المشروعات، إلا في حالة ارتفاع أسعار الذهب عالميًا ومحليًا، لكن الذهب أحد الملاذات الأمنة، وأفضلها لسهولة شرائه وبيعه، وسهولة الاحتفاظ به، فقد يتحقق للمستهلك استثمارًا من خلال العقارات، بارتفاع الأسعار، وكذلك الشهادات البنكية، من خلال رفع أسعار الفائدة، أو من خلال المشروعات، لكن وقت الأزمات لا يستطيع الأشخاص الاحتفاظ بها أو ضمان الأموال فقد تتعرض البنوك للإفلاس.
يتميز الذهب سواء كان ادخارًا أو استثمارًا، بأنه يحتفظ بقيمته، خاصة عند هبوط غيره من الاستثمارات، نتيجة لآثار الأزمات الاقتصادية المحلية أو العالمية، فسعر الذهب يرتفع دائما في الأزمات الاقتصادية، بينما تنهار القيمة الشرائية للعملات.
كما يتميز الذهب بسهولة بيعه وتحويله إلى نقد في أي مكان بالعالم، وكلما دعت الحاجة، بإمكان الافراد بيع أي كمية في أي مكان وأي وقت بسهولة.
الذهب أيضًا سلعة معترف بها دوليًا، مما يعني أنه سلعة عليها إقبال في جميع البلدان، بخلاف العملات التي تنعدم قيمتها عند نشوب الحروب، مثلما فقد الدينار الكويتي قيمته عند اجتياح العراق، فلم يعد قابلًا للبيع أو الشراء.
يتميز الذهب بأنه مُعفي من الضرائب أو الجمارك، ليس هناك خسارة للضريبة، بخلاف الاتجار في أي سلع أخرى.
يتميز الذهب بالمتانة، فطبيعة معدن الذهب قوية ومستقرة كيميائيًا، مما يسمح له بالبقاء سليمًا في البيئات القاسية مثل باطن الأرض، والحرائق، والزلازل، والسيول، وما إلى ذلك من الكوارث الطبيعية، فيحتفظ بشكله الأصلي وقيمته.
وأخيرًا، الذهب أحد أهم احتياطات البنوك المركزية، لذا لن تترك أسعاره تنهار، وهو ما يعظم دوره كأفضل الملاذات الأمنة.